أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الحادث الإرهابى الذى وقع وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، الجمعة، حيث قامت شاحنة بدهس مجموعة من المشاة ما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل، وعدد من الجرحى.
وأوضح المرصد، حسب بيان إعلامى اليوم، أن عمليات الدهس أصبحت الوسيلة الأسهل والأنجح لدى التنظيمات والجماعات الإرهابية؛ حيث لا يحتاج أفراد تلك الجماعات إلى شراء أسلحة أو مواد متفجرة، ولا تتحمل عناء نقلها إلى الأماكن المستهدفة، فضلاً عن كونها وسيلة ناجحة فى إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى، وإثارة الزعر والخوف لدى الدول التى تتعرض لمثل تلك العمليات الإرهابية، إضافة إلى إمكانية هروب منفذ الهجوم.
وأضاف المرصد، أن ملاحقة الإرهابيين وتجفيف منابع تمويلهم والحد من قدرتهم على الحصول على الأسلحة، أدى إلى استخدامهم لعمليات الدهس باستخدام العربات الكبيرة والشاحنات، واستغلال المناسبات المختلفة والتجمعات الكبيرة فى محاولة لإيقاع أكبر قدر من الضحايا بين المدنيين.
وتابع المرصد أن مواجهة عمليات الدهس بالغة الصعوبة وشديدة التعقيد؛ نظرًا لصعوبة تحديد أى من الشاحنات والسيارات الكبيرة يمكن أن يكون سائقها عنصر إرهابى ينوى تنفيذ هجوم غادر يستهدف المدنيين، كما أنه من الصعوبة بمكان حماية كافة التجمعات فى المناسبات المختلفة من اقتراب الشاحنات أو السيارات الكبيرة منها، لما يتطلبه ذلك من توافر أعداد ضخمة من رجال الأمن فى حالة استنفار دائم، وعمليات تفتيش وفحص للشاحنات على جميع الطرق وفى الأسواق والتجمعات.
وتقدم مرصد الإفتاء بخالص العزاء لأسر الضحايا، متمنيًّا الشفاء العاجل للمصابين، داعيًّا إلى ضرورة التعاون على كافة المستويات بين دول العالم أجمع لمواجهة التطرف والإرهاب؛ لأن الإرهاب لم يعد مقتصرًا على منطقة بعينها، بل أصبح يهدد الجميع، مؤكدا أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تستهدف الجميع وأن هدفها الأول والأخير نشر الخراب والدمار فى كل مكان.
كما شدد مرصد الفتاوى التكفيرية على ضرورة دعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة فى المواجهة، وبذل كافة الجهود من أجل استئصال هذه التنظيمات وأفكارها القاتلة، وهو ما يستوجب تبنى رؤية شاملة لمحاصرة التنظيمات الإرهابية من جميع الجوانب الفكرية والمالية والأمنية، والحيلولة دون انتشار الفكر المتطرف الذى تتبناه تلك الجماعات الدموية.