نظمت منظمة المرأة العربية بالتعاون مع مندوبية اليمن لدى الجامعة العربية اليوم الأربعاء، صالون ثقافى تحت عنوان ( أوضاع المرأة العربية فى طل الصراعات والنزاعات).
ودعى السفير رياض العكبرى مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية الحضور فى بداية كلمته، للوقوف دقيقة صمت حدادا على الأرواح الطاهرة من ضحايا التفجيرات الإرهابية التى وقعت فى كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، وكنيسة مارمرقس بالإسكندرية، والتى أودت بحياة العديد من الضحايا الأبرياء وإصابة آخرين.
وجدد السفير العكبرى إدانة هذ الجريمة البربرية الجبانة، مؤكدا تضامن اليمن مع الشقيقة العزيزة مصر، ووقوفه معها في ذات الخندق لمحاربة الإرهاب ودحره، ومؤازرة جهودها فى تعقب مرتكبى الجرائم الإرهابية، وإلحاق أقسى العقوبات بهم وبمن يقف خلفهم، والدعم اللا محدود لمصر الأبية فى الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها.
وشدد على ضرورة مزيد من تنسيق وتكثيف الجهود العربية والدولية للقضاء على المنابع الفكرية للإرهاب والتطرف، وتفعيل مقررات القمة العربية القاضية بتحقيق استراتيجية عربية شاملة لكبح وهزيمة التطرف بكل أشكاله، وملاحقة مصادر تمويله، ولجم منابر وأبواق الإعلام التى تروج للإرهاب الأسود، وإصلاح وتطوير النظام التعليمى والتربوى العربى.
وأكد السفير العكبرى ثقته اللا محدودة بأن شعب مصر وجيشها العظيم، وتحت قيادته الحكيمة، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، سوف ينتصر وأن إرادة العيش المشترك بين جميع المصريين راسخة، وتأبى ألا أن تنتصر، مؤكدا أن تجاوز الأمة العربية لهذه الحقبة المأساوية التى تمر بها، يستدعى استعادة مصر لدورها التاريخى المركزى فى المنطقة.
وعن أوضاع المرأة اليمنية فى ظل الحروب الدائرة، قال السفير العكبرى إن من الملح تطوير وتفعيل استراتيجية عربية شاملة، يجرى التوافق عليها فى إطار جامعة الدول العربية، لمخاطبة الهموم والانشغالات المتعلقة بوضع المرأة فى البلدان المتأثرة بالحروب، وفقا للمعطيات الملموسة، مع الإدراك المسئول والاعتراف بتعقيداتها الشديدة ومخاطرها الجسيمة، وبواقعية وعقلانية، ودون أى شطط أو مغالاة.
ولفت إلى حجم الكارثة الناجمة عن انفراط الدولة الوطنية فى عدد من البلدان العربية، وهيمنة المليشيات والعصابات الإرهابية، والعصبيات الطائفية، على المشهد فى أنحاء متفرقة من الوطن العربى.
وتابع تشير المعلومات إلى حقيقة أن عدد الإصابات والقتل فى صفوف المدنيين يزيد عنه فى صفوف المقاتلين. وتنال النساء والأطفال والشباب العزل نصيبا وافرا من الانتهاكات والآثار الكارثية الناجمة عن تلك النزاعات والعنف والمذابح التى يندى لها جبين الإنسانية.
وأكد أنه فى اليمن، تدل التقارير الدولية على أن الحرب والقصف والحصار وكل أنواع الانتهاكات التى يقوم بها الانقلابيون، أثقلت كاهل الإنسان اليمنى عموما، والمرأة اليمنية على وجه التحديد، بالمزيد من الأعباء والتبعات، شملت خسائر فى الأرواح والممتلكات، وموجات غير مسبوقة من النزوح، وتفاقم أعباء الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية. كما ألحقت الحرب أضرار جسيمة فى البنى التحتية، مما أثر تأثيرا سلبيا على مستوى الخدمات العامة، وسببت خللا فى تماسك المنظومة المجتمعية والأمنية، وأدت إلى جعل المرأة أكثر عرضة للعنف والاعتداء الجسدى والنفسى.
وأضاف تفيد المعلومات إن الوضع العام الأمنى والسياسى والإنسانى قد شهد تدهورا غير مسبوق فى كل الجوانب وعلى مختلف الأصعدة حيث وصل الوضع الاقتصادى إلى مستوى الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وقال إن التقارير الدولية تؤكد تزايد تعرض النساء فى اليمن، بعد سيطرة الانقلابيين على السلطة منذ سبتمبر2014، للتحرش اللفظى والجنسى، والتهديد بالاغتصاب، ومنعهن من العمل. ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل المليشيات فى المدن والمناطق التى تسيطر عليها. وأكدت تقارير الناشطين فى مجال حقوق الإنسان ازدياد حالات العنف، والخوف من المستقبل. فضلا عن انتهاكات مختلفة أخرى من بينها تسرب آلاف الطالبات من التعليم، وتزايد معدلات الفقر والبطالة والتسول.
وأكد أن الوضع العام الأمنى والسياسى والإنسانى قد شهد تدهورا غير مسبوق فى كل الجوانب وعلى مختلف الأصعدة إثر الانقلاب، حيث وصل الوضع الاقتصادى إلى مستوى الأزمة الاقتصادية الخانقة. فالنمو الاقتصادى انكمش بحوالى 34% فى عام 2015 وتوقفت كثير من الأنشطة الاقتصادية وارتفعت نسبة الفقر إلى 62% من السكان، وبات حوالى 16 مليون فرد يكابدون أوضاع الجوع والفقر وقسوة الحياة، ويعانى أكثر من 50% من السكان من انعدام الأمن الغذائى، بالإضافة إلى غياب شبه تام للخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والخدمات العلاجية، بالإضافة إلى أن 22 مليون من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، فضلا عن نزوح أكثر من 3 مليون فرد فى الداخل والخارج، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية والمنشئات الخاصة نتيجة الحرب، وغيرها من المؤشرات الأخرى الكارثية، النفسية وذات الصلة بتفكك النسيج المجتمعى والتطرف والعنف بكل أشكاله، والإرهاب وانتشار الخرافات والجهل، وأهم من كل ذلك انعدام الأمل وانسداد آفاق الحل السياسى السلمى القائم على أولوية استعادة سلطة الدولة وإعادة الاعتبار للقانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية.
وأوضح أن حال كثير من النساء اليمنيات فى ظل استمرار الحرب بات مأساويا من حيث الانعدام أو التدهور المخيف فى الخدمات الصحية. أما المجال التعليمى فليس بأحسن حال من نظيره الصحى. إذ انخفضت معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسى ومؤشرات الأمية بين الإناث إلى معدلات منخفضة قياسية. كما أن جهود التوعية والحد من تفشى زواج القاصرات لم تعد تجد من يتبناها فى ظروف عدم الاستقرار والاضطرابات السائدة فى اليمن حاليا.