معاركه بدأت بتوجيه والده لمسار دراسته وتواصلت مع اختياره مفتياً وشيخاً للأزهر.. وتصاعدت فى عهد الإخوان ومستمرة حتى الآن
فى القرنة.. كما فى مئات من القرى تحيط بأولى عواصم مص وحاملة مفاتيح العشرات من أعظم شواهدها الحضارية..
وحولها يجتمع كل ما يمكن أن يصيب « طيبة » هناك فى الروح بتجليات المس الصوفى.. ففى قلبها وحولها شواهد حضارية صمدت لآلاف السنين، وفى القلب منها أيضا مساجد لأولياء يقصدهم المريدون من شمال البلاد وجنوبها، وعلى بعد بضعة كيلومترات منها، حيث مدينة نقادة، تحتضن جبالها أقدم الأديرة المسيحية، فى القرنة أيضا وهى إحدى منازل فى أعلى الجبال وبيوت فى أحضانها، « طيبة » توابع وفوق الجبل أو بجواره تستطيع أن ترى النيل وهو يجرى على مرمى البصر، وبين الجبال والنهر مزارع خضراء تارة، وبيوت عرفت أخيرا طريق الأعمدة الخرسانية وهجرت الأحجار والطوب اللبن.. فى وسط تلك البيئة تسحر الأرواح، فإما إلى صوفية صافية وإما إلى فن راق أو أدب ما بين رواية وشعر..
هناك كانت نشأة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بين عائلة قائدة لواحدة من الفرق الصوفية المنتشرة فى تلك المنطقة من صعيد مصر، وهى الطريقة الخلوتية، وساحتهم مقصد للمريدين من كل مكان فى أنحاء البلاد، وكم انتهت بين جوانبها نزاعات وصلت إلى حد الاقتتال وفتحت أبوابا .
« آل الطيب » للثأر لم يغلق إلا على أيدى بتلك النشأة الصوفية، كانت الوجهة الطبيعية للطفل أحمد الطيب نحو الأزهر، بتعليمات صارمة من الأب، عاصمة » وبصوفيته تلك انتقل من أقصى الصعيد إلى باريس لاستكمال دراساته العليا، وعاد منها إلى « الجن والملائكة القاهرة، أستاذا بجامعة الأزهر ومنها إلى مقعد المفتى فكرسى المشيخة.
معارك عدة خاضها الشيخ على مدى مشوار حياته، وجميعها تعامل معها بصوفية، بدءا من اختيار والده لمساره الدراسى، ومرورا برفضه الاستقالة من أمانة السياسات بالحزب الوطنى، عندما تم تعيينه شيخا للأزهر، حيث كان يرى أن الأزهر ليس مؤسسة معارضة للحكومة أو للحزب الحاكم، كما أنه ليس أداة للترويج لسياساتهما، وعاد ليستقيل من الحزب فى النهاية.
بعد الإطاحة بنظام مبارك فى ثورة يناير 2011 ، تعاملالبعض مع الشيخ الطيب باعتباره واحدًا من رموز من دون اعتبار لمكانته على رأس المؤسسة الدينية « البائد الكبرى فى العالم الإسلامى، وبدأت محاولات من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها فى ذلك الوقت من الجماعات السلفية لإزاحته عن موقعه، عبر تشويه صورته ومواقفه، لم يستطع إخفاء رغبته فى « الجماعة وأنصارها » وكلاهما إزاحة الشيخ وإسناد المقعد الأعلى فى المؤسسة الدينية الكبرى بالعالم الإسلامى إلى واحد من رجالهم، لكن كل المحاولات ، انتهت بسقوط حكم جماعة الإخوان فى 30 يونيو 2013 وظهر الإمام الأكبر ركنا أساسيا فى مشهد إعلان وزير الدفاع فى ذلك الوقت المشير عبدالفتاح السيسى فى 3 يوليو خارطة الطريق عقب تعطيل العمل بالدستور واختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا للبلاد.
من ضمن المواجهات التى دخلها الشيخ أيضا، مدفوعا بصوفيته وموقعه على رأس المشيخة الأزهرية، إعلانه فى يناير التهجم » 2011 تجميد الحوار مع الفاتيكان اعتراضا على من قبل البابا بنديكت السادس عشر على الإسلام، « المتكرر بعد « حماية المسيحيين فى مصر » وإطلاقه دعوات لما سماه ب بمدينة الإسكندرية، وأعلن « القديسين » حادث تفجير كنيسة شيخ الأزهر رفضه استئناف العلاقات مع الفاتيكان إلا بعد اعتذار صريح من البابا.
« الصوفى » حين أطيح بالجماعة من الحكم لم يسلم الشيخ من هجوم البعض عليه، ولم يكن ظهور الإمام الأكبر كمساند ولاعبا أساسيا فى دعم الإطاحة بحكم ،« 30 يونيو » رئيس ل جماعة الإخوان شفيعا للرجل أو حاميا له من هجوم طاله مؤخرا، خاصة بعد تأكيد هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وقوع الطلاق الشفوى المستوفى أركانه وشروطه، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق دون اشتراط إشهاد أو توثيق، وذلك بعد دعوة الرئيس السيسى إلى إصدار تشريع يجعل الطلاق لا يتم إلا أمام مأذون، وذلك منعًا لتفكك الأسرة المصرية، وخصوصا بعد ارتفاع نسب الطلاق خلال السنوات الماضية، ووصلت حدة بعض المهاجمين لشيخ الأزهر إلى المطالبة باستقالته من منصبه، وهى الحدة التى تراجعت أيضا مع استقبال لكنها لم تقض ،« كبار العلماء » الرئيس له بعد أيام من بيان على رغبة البعض فى الهجوم على الشيخ وجعله طوال الوقت فى حالة مواجهات لا تتوقف.