"نايب جدة".. دولة داخل الدولة تمتلك ثلاثة حدود حصينه فيحدها من الناحية الشمالية سور مجرى العيون ومن الناحية أخرى سور من بواقى الدولة الأيوبية والناحية الأخيرة مدافن الأموات فأطلق عليها البعض مثلث "الرعب والفقر".
"نايب جدة" لها مدخل واحد فقط وإذا أردت الدخول إليها لابد أن تنحنى لسكانها قبل الدخول .. فباب الدخول عبارة عن بوابة من بواقى أسوار الدولة الأيوبية منخفضة للغاية لا تستطيع أن تسير داخلها إلا وانت منحنى .
وبمجرد دخولك "مثلث الرعب والفقر"، ستجد "نايب جدة" مكتظة بالسكان والعشش والحيوانات والطيور لا شئ أخر ستجده هناك فالسيدات والأطفال فى الميدان المحاط بالعشش حول حنفية تجمعهم.
الغريب فى الأمر أن سكان "نايب جدة" تشعر أنهم فى دولة يحكمها العرف فهم عائلة واحدة ولكنهم ليسوا بأقارب .. "الكل فى مقطف واحد" لذا ستجدهم فى وحدة وتآلف مع بعضهم البعض صابرين ومتحاملين لمر العيشة .
مشاكل المنطقة ..
قال أحد قاطنى المنطقة، "مشكلنا كتير واخرها الأرض نزلت بينا حوالى 4 أمتار ولم يتحرك أحد ساكنا.. وبتوع الآثار جم ومعملوش حاجة قالوا انى مفيش حاجة ومشيوا وسابونا ومحدش سأل فينا".
وقالت "مسنة" من قاطنى المنطقة، "مشكلتنا اننا ميتين من زى الناس احنا تحت الصفر وعايشين تحت الأرض لولا الناس اللى بتعطف علينا كنا موتنا من الجوع .. لولا النائب محمد ماهر بتاع الدايرة هو اللى سائل علينا وجه هنا قالنا انتوا عايشين هنا ازاى انتوا حالتكم لا تسر عدو ولا حبيب كل يوم نغرق من المجارى.. الأرض وقعت بينا احنا عيزين نعيش بس مش عايزين حاجة تانى".
وأوضحت أخرى، "رجالتنا أرزقية وغلابة وبيوتنا كلها عشش مش بيوت .. مكناش لاقيين ميه وكنا بنشحت من الشوارع اللى بره عشان يدونا ميه .. مش طالبين حاجة من الحكومة غير الستر احنا عايزين نعيش بس ".
واستطردت، " احنا الارض بتتفتح بينا ونلاقى عظم الميتين .. احنا والله العظيم عايشين تحت الأرض .. نفسنا الحكومة تيجى تشوفنا عايشين ازاى".
ونوهت سيدة أخرى من سكان "نايب جدة"، "انا الحمام بتاع بيتى بيقع وانا جواه البيوت بايشه وجتلى لجنة من المحافظة قالولى هنصلح ومحدش شاف وشهم تانى ومعملوش أى حاجة كلها وعود فى الهوا وأدينا عايشين".