بنظرة واسعة من أعلى جبل المقطم على سفحه تجد المقابر وقد رصت على الجانبين، لافتاً نظراً تلك المبانى الفخمة ذات القباب رائعة النقوش والمأذن المرتفعة، أنها القرافة الصغرى التى تشهد من الكرامات والراحة النفسية ما لم يتخيله عقل بشر، فقد دفن فيها أولياء الله الصالحين وبعض الصحابة الأبرار اللذين عاصروا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم الصحابى الجليل" عقبة بن عامر الجهني" الذى دفن داخل مسجده خلف مسجد الإمام الليث بن سعد رضى الله عنه وأرضاه.
تولى عقبه بن نافع ولاية مصر لمدة سنتين وثلاث أشهر قبل وفاته، وشيد مسجده ولى مصر وقتها الوزير محمد باشا السلحدار، الذى صمم المسجد على شكل مستطيل تشتمل واجهته الغربية على الباب العام وتقوم على يساره المنارة، ويشتمل المسجد على رواقين يتوسطهما صف من العقود المحمولة على عمد حجرية مثمنة وقد حلي سقفه بنقوش ملونة ومكتوب بإزار سقف الرواق الشرقي آبيات من قصيدة البردة، ويحيط بجدران المسجد مجموعة من الشبابيك الجصية المحلاة بالزجاج الملون.
وبالقبة قبر عقبة وهي في الركن الغربي القبلي للمسجد، عليها مقصورة خشبية وهي منقوشة من الداخل، والقبة منقوشة من الداخل برسوم زيتية، ومكتوب على الإزار الخشبي الذي يحيط بجدران المربع كأية الكرسى.
وعلى القبر مقصورة خشبية وأمامه شاهد من الرخام نقش على أحد وجهيه آية الكرسى وعلى الوجه الآخر ما نصه: " هذا مقام العارف بالله تعالى الشيخ عقبة بن عامر الجهنى الصحابى رضى الله عنه جدد هذا المكان المبارك الوزير محمد باشا سلحدار دام بقاه في سنة ست وستين وألف "وفى داخل القبة يوجد قطعة من حجر أسود (لماع) يدعى سدنة الضريح أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع قدمه عليها.
يذكر ان الصحابى الجليل عبد بن العاص فاتح مصر يدفن فى مسجد عقبة بن عامر على اليمين وخلف باب المسجد .
يعد عقبة بن عامر من جيل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان فقيهاً عالماً بالفرائض والفقه، كما تميز بفصاحة اللسان وببراعته في مجالي الشعر والنثر، لزمَ عقبة بـن عامرٍ الجهني رسول الله صلى الله عليه وسلم لزومَ الظلِّ لصاحبِه، فكان يأخذ له بزمامِ بغلته أينما سارَ، ويمضي بين يديه أنى اتجَّه، وكثيراً ما أردفه " أركبه خلفه "رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه، حتى دُعي برديـفِ رسول الله.