شارك اليوم الدكتور محمد سامح عمرو، أستاذ ورئيس قسم القانون الدولى بجامعة القاهرة، فى الاجتماع الذى يعقد بتونس تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، بمشاركة عدد من ممثلى الهيئات والمنظمات الدولية المعنية مثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأيسيسكو ومنظمة اليونيسيف وجامعة الدول العربية وغيرها، كما يحضر فى الاجتماع عدد من المسئولين بوزارات التعليم والتعليم العالى من الدول العربية.
وأوضح سامح عمرو، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن مشاركته فى الاجتماع ممثلا لوزارة التعليم العالى تأتى فى إطار الجهود التى تبذلها مصر للمساهمة فى رفع معاناة اللاجئين العرب من طلاب الجامعات والمعاهد العليا من واقع الإحصاءات الفعلية، وتساهم مصر بشكل كبير فى مواجهة هذه الظاهرة نتيجة ما تخلفه الصراعات الدائرة فى كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن من آثار مدمرة وأوضاع مأساوية على جميع المستويات، ومنها حرمان الطلاب من حقهم فى التعليم.
واستعرض الدكتور سامح عمرو، الخطوات التى اتخذتها مصر لزيادة فرص حصول للطلاب اللاجئين لفرص التعليم الجيد على مستوى الجامعات المصرية والمعاهد العليا حيث تم اتخاذ إجراءات فاعلة للمساهمة فى احتواء هذه الأزمة، مشيرا إلى الإجراءات التى اتخذتها وزارة التعليم العالى والتنسيق المستمر بين الإدارة العامة للمعادلات والإدارة العامة للبعثات والشئون الثقافية والإدارة العامة للمعادلات بالمجلس الأعلى للجامعات لوضع حلول لمشاكل الطلاب اللاجئين، كما أستعرض التيسيرات التى تقدمها الدولة المصرية للطلاب اللاجئين من الدول العربية خاصة ما يتعلق بسداد الرسوم والمصروفات الدراسية وتوفير الإقامة بالمدن الجامعية.
وأضاف سامح عمرو، أن التعليم يعد من أهم الحقوق التى يجب أن تكفلها الدول للاجئين حيث يمكن من خلاله حماية والشباب ويجنبنا مشاركتهم فى أعمال العنف أو الانخراط تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، وكذلك توفير فرص للتعلم للطلاب اللاجئين سيساعدهم فيما بعد فى تحمل مسئولياتهم للمشاركة فى عمليات إعادة الأعمار ببلادهم بعد عودتهم إليها مستقبلا، موضحا أنه تم بحث عدد من الموضوعات خاصة ما يتعلق بالمناهج التى يتم تدريسها لهذه الفئة من الطلاب، وكيفية استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لإتاحة فرص لتعليمهم، وكيفية توجيه هؤلاء الطلاب للتعليم الفنى، ودور المؤسسات الدولية والجهات المانحة لمساعدة الدول التى تستضيف الطلاب اللاجئين.
وأشار إلى أن المشاركين ناقشوا تفصيلا كيفية تحقيق الهدف الرابع من "أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030" بالنسبة للطلاب اللاجئين حيث يهتم المجتمع الدولى بضمان توفير التعليم الشامل والجيد للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة، مناشدا المؤسسات المعنية على مستوى المنطقة العربية وفى مقدمتها منظمة الأليكسو ضرورة التحرك لمساعدة الدول المستضيفة للطلاب اللاجئين بما يمكنها من تلبية الاحتياجات التعليمية لهذه الفئة باعتبارها من الفئات الضعيفة والمهمشة.
وشدد على وجوب العمل على تأمين أفضل الفرص وتوفير المبادرات والبرامج اللازمة لاستيعاب جميع الطلاب اللاجئين والنازحين من الدول العربية التى تعيش حالات نزاع مسلح على أراضيها. وأضاف أنه ينبغى أن يكون هناك خطة إقليمية واضحة مدعومة ماديا وفنيا من المؤسسات الدولية بما يضمن تنفيذ "إعلان عمان" الصادر عن القمة العربية فى مارس 2017، الذى أكد ضرورة "تلبية الاحتياجات الحياتية والتعليمية للاجئين باعتبار ذلك هو استثمار فى مستقبل أمن المنطقة والعالم".