قطعة أثرية منسية من العهد الطولونى فى قلب القاهرة الفاطمية، بالقرب من بمنطقة الصاغة بخان الخليلى حى الحسين يقع مسجد"تغرى بردى"، الذى بناه الأمير يوسف بن تغرى بردى بن عبدالله جمال الدين أبوالمحاسن بن الأمير سيف الدين الظاهرى وهو المؤرخ والأديب الكبير صاحب موسوعة "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة"، والده من كبار أمراء المماليك فى عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق.
شيد الأمير تغرى بردى مسجده عام 844 هجريا على مساحة 80 متراً، له مدخل كبير على شكل مربع على يمينه باب خشبى يؤدى إلى القبلة، وبنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، حيث يتكون من صحن مكشوف كان مسقوفا فى الأصل يحد قبته إيوانان كبيران من الجهتين الشرقية والغربية وآخران صغيران من الجهتين البحرية والقبلية جميعها مفتوحة بعقود يعلوها طراز مكتوب عليه آيات قرآنية ، وهذه الإيوانات مسقوفة ومنقوشة بالألوان المختلفة.
ينقسم المسجد إلى 3 أقسام الإيوان، مصلى السيدات، الكتاب لتحفيظ القرآن الكريم، وساحة واسعة تحت المسجد يوجد بداخلها سردابان يمتدان بطول المسجد، يردد الجميع من سكان المنطقة والمترددين عليها أن الأمير تغرى بردى كان يستخدمهم كسجن يعاقب فيه من يخالف أوامره، ولكن لا يوجد ما ما يثبت صحة هذه الأقاويل.
مسجد تغرى بردى يبلغ من العمر 594 عاماً ولكن حاله لا يختلف عن الكثير من أثارنا المنسية والمهملة.
ورغم هذا التاريخ للمسجد الا انه قد غاب عن ذاكرة المسئولين ولم يجد من يهتم به او يرعاه سواء من جانب وزارة الاوقاف او وزارة الاثار .
وهنا يقول الشيخ صلاح احد الائمة المتطوعين بالمسجد ان المسجد يتميز بان معظم المصلين يعرفون بعضهم جيدا وعند احتياج المسجد لاى تطوير بيكون اجتهادات من الاشخاص دون تدخل اى جهة حكومية بسبب الحجة بنقص الموارد، واضاف انه لا يوجد متابعة لهذا الاثر من جانب هيئة الاثار حيث يكون هناك فقط معاينة ظاهرية ولا توجد اى اشياء فعلية واخر مرة تم معاينة المسجد كان في عام 2001 منذ افتتاحه بعد الترميم وتم عمل غطاء للسطح من جانبهم تجنبا لالقاء القمامة من السكان داخل المسجد.
واضاف ايضا ان المسجد يحتاج الي تجهيزات كثيرة خاصة ان هناك الكثير من السائحين يأتون لزيارة المسجد ويتعجبوا من فن المعمار وضغط الهواء التى وضعت فيه الحجر اثناء بناء المسجد وضع المسجد دون اهتمام يؤثر علي تاريخ الحضارة الاسلامية التى لم يوجد لها مثيل في العالم .
واكد علي عدم وجود ادارة فى المسجد حيث يوجد عاملين فقط اضافة الي امام المسجد الذى لم يذهب الي المسجد سوى يوم الجمعة فقط حيث يصل عدد المصلين في المسجد الي حوالي 100 فرد ولا يوجد اعتكاف في المسجد في رمضان .