شهر رمضان من الأشهر المباركة التى ينتظر المسلمون قدومه فى كلّ عام، فهو شهرٌ تضاعف فيه الحسنات أضعافاً كثيرةً، وهو شهر يفرح المسلم أشدّ الفرح بقدومه فتراه يستقبله بكلّ فرحٍ وسرور، ومن المسلمين من يضع برنامجاً خاصّاً لهذا الشّهر الكريم حتى يغتنم كلّ لحظةٍ من لحظاته، فكيف تكون العبادة فى رمضان، وما هى الطريقة المثلى لتنظيم العبادات فيه بما يحقّق اغتنام الحسنات؟، وللإجابة على هذا التساؤل وضع مركز الأزهر العالمى للفتاوى الاليكترونية قائمة بالأعمال الصالحة التى تتأكد فى رمضان، وجاءت كالآتى:
1-كثرة ذكر الله تعالى:
عن أبى الدرداء رضى الله عنه، قال: قال النبى ﷺ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِى دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَأَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: «مَا عَمِلَ آدَمِى مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» أخرجه الحاكم فى المستدرك، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
2-كثرة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
عَنْ أُبَى بْنِ كَعْبٍ رَضِى اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - - إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ "قَالَ أُبَى قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ:" مَا شِئْتَ "قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ:" مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ:" مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قَالَ قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ:" مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِى كُلَّهَا؟ قَالَ:" إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ "[رواه: الترمذى]
3-كثرة الاستغفار:
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ فَرُّوخَ؛ أنه سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: أن رَسُولَ اللهِِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أنه خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِى ادَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلاثِمَائَةِ مَفْصِلٍ. فَمَنْ كَبَّرَ اللَّه، وَحَمِدَ اللَّه، وَهَلَّلَ اللَّهَ، وَسَبَّحَ اللَّهَ، وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أو شَوْكَةً أو عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأمَرَ بِمَعْرُوفٍ، أو نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلاثِمِائَةِ السُّلامَى فَإِنَّهُ يَمْشِى يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ. قَالَ أبُو تَوْبَةَ: وَرُبَّمَا قَالَ يُمْسِى.[رواه: مسلم]
4-إطعام الطعام:
قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا. إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا. فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا. وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان:8-12]
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط فى المطعم الفقر. فلقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلّم:" أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم " [رواه: الترمذي]
5-إفطار الصائمين:
قال صلى الله عليه وسلم:" من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء "[ رواه: أحمد]
6-القيام:
قال _صلى الله عليه وسلم _: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه(.[متفق عليه].وفى هذا تنبيه لك أيها المسلم الكريم، وهو القيام مع الإمام فى صلاة التراويح حتى انصرافه وذلك لقوله _صلى الله عليه وسلم _(من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة(. [رواه أهل السنن].
7-الصدقة:
قال رسول اللهﷺ"الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" [رواه: الترمذي]
وكان رسول اللهﷺأجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، فالصدقة طهرة للصائم وزكاة لماله وسعادة له فى الدنيا والآخرة.
8-الاجتهاد فى قراءة القرآن:
احرص على قراءة القرآن بتدبر وخشوع، فقد كان السلف _رضى الله عنهم _ يتأثرون بكلام الله فقد قال رسول الله __:(اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيام شفيعاً لأصحابه(. أخرجه مسلم.
9-الجلوس فى المسجد إلى طلوع الشمس:
أخرج الترمذى عن أنس (رضى الله عنه) عن النبي)ﷺ):(من صلى الفجر فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة(
10-الاعتكاف:
الاعتكاف سنة للرجال والنساء لما ثبت عن النبى (ﷺ):(أنه كان يعتكف فى رمضان واستقر أخيرًا اعتكافه فى العشر الأواخر، وكان يعتكف بعض نسائه معه، ثم اعتكفن من بعده).
ومحل الاعتكاف المساجد التى تقام فيها صلاة الجماعة ويشرع للمعتكف أن يكثر من الذكر وقراءة القرآن والاستغفار والدعاء والصلاة فى غير أوقات النهى.
11-العمرة فى رمضان:
روى البخارى ومسلم من حديث ابْن عَبَّاسٍ _رضى الله عنه_ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺلِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: (مَا مَنَعَكِ أن تَحُجِّى مَعَنَا ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ –بعيران-، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ -نسقى عليه- الأرض، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِى، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً) وفى رواية لمسلم: (حجة معى).
12-تحرى ليلة القدر:
قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)
قال رسول الله (ﷺ):"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ". أخرج البخارى ومسلم.
وكان النبى _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله فى ليالى العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر وهى فى العشر الأواخر من رمضان، وهى فى الوتر من لياليه أحرى.
13-الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:
أيام وليالى رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة فى أوقات الإجابة ومنها:
أ - عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
ب- ثلث الليل الأخير حين ينزل ربنا ويقول:" هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟".
ج- الاستغفار بالأسحار، قال تعالى: ﴿وبالأسحار هم يستغفرون ﴾.
د - تحرى ساعة الإجابة يوم الجمعة، وأحراها آخر ساعة من يوم الجمعة.