كعادته فى نفس المعاد من كل عام يجهز أدواته ويجزم أمتعته ويهنئ جيرانه وأصدقائه بقدوم "رمضان" شهر الكرم والرحمة، ويأخذ عائلته ويتوكل على ربه تاركاً "قليوب" بلديه متجهاً إلى القاهرة وتحديداً بجوار مسجد السيدة نفيسة بمنطقة مصر القديمة، ليوكل إليه مهمة صعبة يتسابق على ثوابها الجميع فى ذلك الشهر الكريم.
"إطعام الطعام" أو "موائد الرحمن" يتسابق أهل الخير لإقامتها فى شهر رمضان، ويعد"سعيد أنور" الطاهى مسؤول عن احدى تلك الموائد، "فيديو7" قناة انفراد المصورة شاركته يوماً أثناء عمله، فالمكان واسع كبير تمتلئه الحركة والعمل من الصباح الباكر، مواقد الغاز يميناً ويساراً الطعام المطهوا فى كل مكان؛ والقائمة اليوم تشمل على"دجاج، مكرونة، أرز ، لوبيا ، سلطة خضراء، والحلو جلاش محشى زبيب وجوز هند وفول سودانى" .
وقال سعيد الذى توارث المهنة من أجداده: "منذ صغرى وأنا اعمل مع والدى وأجدادى فى مهنة الطهى فأنا طباخ بالوراثة، وكما فعل والدى معى وحببنى فى الطهى، فأنا أفعل مع أولادى مثل ذلك، فهم صبيانى الذين يساعدونى فى عملى، وتابع سعيد: "إتعودت عليهم واتعودوا عليا وعلى الشغل معايا، بنتى بوسى ورثت المهنة وبتعمل موائد لوحدها، ومحمد ومهند ولادى عاوزين يدخلوا كلية سياحة وفنادق عشان يشتغلوا طباخين، أنا فخور بولادى".
وأكمل"سعيد"أعمل فى هذة المائدة منذ 15 عاماً، كنت أعد الطعام إلى 800 فرد فقط ولكن الآن فأنا أطعم أكثر من 3000 فرد، فمنتهى السعادة عندما نقوم بفرش الموائد أمام الصائمين وإطعامهم، فهذا ثوابه عظيم.
واسترجع "سعيد" ذكرياته عن موائد رمضان فقال" الوضع اتغير كتير كنا زمان بنولع النار بالخشب والفحم ونشتغل على الأرض لكن دلوقتى فى افران بالغاز ورخام نقطع ونشتغل عليه، ونظافة عن زمان كتير"وتابع" بنشتغل 24 ساعة بتجهيز إفطار اليوم التالى من بعد الإفطار على طول، بنعمل الحلو سواء كان كنافة، جلاش، بسبوسة، قمر الدين، ونحمر المكرونة والشعرية ونخلص شغلنا قرب الفجر، ننام ساعتين ونصحى 7صباحاً نكمل شغلنا نعمل الخضار واللحمة أو الفراخ والسلطة، ونفرش ونفطر الصايمين، وبعدين نبدأ من جديد" .
"أبويا علمنى سر المهنة " تدين "بوسى"لوالديها بالجميل لأنه علمها مهنته، فتقول"أنا شغالة مع والدى وأنا عندى 13 سنة بقالى 11 سنة، علمنى كل حاجة وحببنى فى الصنعة وأنا حببت زوجى لدرجة أنه شغال معانا، ودلوقتى باخد شغل لوحدى".