قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة إن الكاتب الراحل الكبير عبد التواب يوسف، لم يكن كثير الكلام ومعانيه اخترقت القلوب والعقول، مؤكدا أن كتابه "أبى كان معلما" يجب أن يدرس للأطفال؛ لأن القيم التى يسوقها رائعة، مشيرا إلى أن هذا الكتاب لا يفارق مكتبه، مضيفا: "أقرأ فيه لكى تدمع عيونى عن مشاعر رجل يتحدث عن أبيه"، مؤكدا أن الإنسان ما هو إلا طفل كبير إذا عاش كذلك سيظل متسامحا لا تتيبس أوصار عقله أو جنبات وجدانه، مضيفا: "نحن أحوج أن نتعلم من قراءات لعبد التواب يوسف، وأحيى من أوجز فى عنوانه أن عبد التواب يوسف عاش بقلب طفل طيلة حياته".
وأضاف نصار، بكلمته خلال احتفالية تكريم الكاتب الراحل عبد التواب يوسف، عميد أدب الطفل فى مصر والوطن العربى، والتى عقدت اليوم السبت، بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن الراحل عبد التواب يوسف كان متألقا استثنائيا، قائلا: "لا شك أن لكل منا أب يحبه ويحترمه ويتعلم منه منذ خطواته الأولى فى هذه الدنيا وليس لدى الإنسان أعز من والديه وليس لديه أعز من أبنائه فهى دائرة تدور، فحب الوالدين وبرهما اقترن بطاعة الله عز وجل، الراحل عبد التواب يوسف كان أبا استثائيا لكل أطفال مصر برقة عباراته وجمال قصصه ورواياته وجمال أسلوبه ووجوده وأمثاله فى عالم البشر وفى كل وقت وحين هى هدية من الله عز وجل لا تتكرر كثيرا".
وتابع رئيس جامعة القاهرة أن الله أنزل آيات بينات للبشر يهتدون بها، وأنه أنزل أيضا آيات بينات من عقول البشر تكون عقولا استثنائية ومختلفة تنشر الحب والعطف والحنان، قائلا: "الدكتور عبد التواب يوسف ليس منا فى أجيالنا أو تلك الآتية بعدنا من لم يقرأ له أو يتعلم من قصصه وقت أن كانت هذه القصص هى المربع الأساسى فى تشكيل وجدان الأطفال والشباب، فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر ومن هنا تأتى أهمية هذا النوع من الأدب الذى ينقش فى عقول وقلوب الصغار ليكونوا رجالا يعيشون بقلوب خضرة جميلة ونظيفة".
وقال نصار: "اليوم نحن أحوج ما نكون لهذه المعانى السامية التى عاش من أجلها عبد التواب يوسف حتى آخر لحظة فى حياته، لا يمكن أن أنسى تجليات أفكاره وأدبه على شخصيتى وشخصية من تعلم على يدى، لديه إنتاج غزير يعتبر درر منثورة فى فضاء الأدب العام يتلقفه الكثيرون فى كتيب أو قصة أو ورقة كانت تباع لدينا فى الفلاحين عند بائع اللب أو الطعمية أو الفول السودانى نفتحها ونقرأها فنجد بضعة سطور ترشدنا لقصة نبحث عنها، اليوم بعد طغيان هذا الهم الذى يحيط بنا من تطرف أو عنف لا أعتقد أن ما نحياه من خشونة فى الفكر وصعوبة فى الوقت وعقولا جمدت وقلوبا تيبست لا أعتقد أنها أصبحت كذلك إلا لأنها بعدت بعمد من البعض وإهمال من البعض الآخر عن منابع هذا الأدب والفكر".
وأكد نصار أن الجميع فى مصر يحتاجون لاسترجاع هذه القيم الخاصة بالكاتب الراحل عبد التواب يوسف الذى كتب قصصا إنسانية إسلامية تدعو للحب لا للكره كان يقرأها أطفال المسلمين وغيرهم، ولم تفرق بين هذا وذاك وكانت تنثر الحب وتبنى الوجدان وترقق الشعور، قائلا: "لا يمكن لمن تربى على هذه القصص والفكر أن يقسوا أو يحتكر الرأى أو يحتقر الآخر نحن أمة رغبت عن مواطن الجمال فيها ومنها الأدب إلى مواطن أخرى تنضح بالتعصب والتطرف أما آن لنا أن نفوق تلك صرخة فى حب عبد التواب يوسف تستصرخ الوعى العام لهذا الشعب والدولة أن من فات قديمه تاه ونحن فى تيه عظيم نحتاج لهذه القيم".
ومن جانبة أكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، أنه كان يعمل فى بداية حياته بمؤسسة دار الهلال، وأتيح له مقابلة الأديب الكبير الراحل عبد التواب يوسف، مشيرا إلى أنه تلقى العديد من النصائحح على يديه، ووصفه بأنه إنسان يمتلك قلب متسامح وكبير.
وأضاف "النمنم"، بكلمته خلال احتفالية تكريم الكاتب الراحل عبد التواب يوسف، أن الأديب الراحل عبد التواب يوسف عاش طيلة حياته بقلب طفل وليس بعقل طفل، إلى جانب تمتع شخصيته ببراءة الأطفال.
وقدم وزير الثقافة الشكر لجامعة القاهرة ولقياداتها، وشارك فى الحفل الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة أمانى عبد المجيد مدير مركز اللغات والترجمة جامعة القاهرة، ونخبة من الأدباء ورجال الثقافة والإعلام، وأساتذة كلية الآداب، وأسرة الكاتب الراحل.