أكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر الشريف يعمل من خلال هيئاته العلمية على تصحيح المفاهيم المغلوطة والفكر المتطرف وفى هذا الإطار فإن مجمع البحوث الإسلامية يركز على العمل الميدانى الذى يتيح التواصل مع المواطنين فى الأماكن المختلفة من خلال البرامج المتنوعة التى يقدمها فى هذا الإطار وآخرها البرنامج الدعوى ولجان الفتوى بـ"مترو الأنفاق".
أضاف الأمين العام أن تطبيق هذه البرامج بشكل واقعى يستهدف فى المقام الأول استعادة القيم المهجورة فى حياة الناس وهم فى أشد الحاجة إليها مثل: قيمة التراحم والتعاون والمحبة بين الناس، وبيان قيمة المواطنة والانتماء لهذا البلد العظيم، وتقوية روح الانتماء لوطننا الغالى الذى يستحق أن يضحى كل مواطن بأغلى ما يملك للحفاظ على مقدراته ومواجهة التحديات الراهنة التى تقف قواتنا المسلحة بالمرصاد لمن يحاولون النيل من استقرار الوطن والمواطنين وتقدم شهداءها الابرار لأجل الدفاع عن الوطن بالتعاون مع قوات الشرطة.
واستطرد عفيفى قائلاً: نود أن نؤكد على أن مواجهة الإرهاب لا تنحصر فى الجهود الأمنية فقط، بل لابد من المواجهة الفكرية، وتصحيح الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص القرآنية والنبوية التى تُستخدم أحياناً لاستباحة القتل والتفجير وتدمير مقدرات الوطن، ولا شك أن جماعات التكفير والإرهاب تستند فى أعمالها إلى فتاوى مضللة من غير المؤهلين ومن يستخدمون الدين لتنفيذ أجندات سياسية مدعومة بأموال من الداخل والخارج، وهو ما دعا المجمع إلى الانتقال بلجان الفتوى التابعة له والعمل الميدانى لمواجهة هذه الفتاوى المضللة.
وأوضح الأمين العام أن الأزهر يقف كرأس حربة فى المواجهة الفكرية من خلال الرد على الشبهات المثارة وتصحيح الفكر المنحرف وتوفير الفتاوى المعتدلة التى تراعى واقع الناس وترفع الحرج عنهم سواء من خلال اللجنة الرئيسية للفتوى بالجامع الأزهر أو لجان الفتوى المنتشرة فى جميع المحافظات والمدن والمراكز، بالإضافة إلى لجان الفتوى المتنقلة لتلبية احتياجات الناس فى أمور الفتوى والرد على أسئلتهم وحمايتهم من أدعياء الدين وغير المؤهلين ومن يصدرون فتاوى القتل والإرهاب واستباحة أموال الناس باسم المصلحة .
وتعجّب عفيفى قائلاً: فى هذا التوقيت نجد هجوماً على لجنة الفتوى بإحدى محطات مترو الأنفاق بدعوى أن هذا ضد الدولة المدنية وغير ذلك مما يقال بدعوى الحرية والتنوير !! متسائلاً من الذى سيواجه تيارات العنف ويحمى الوطن والمواطن من فتاويهم؟ هل حماية المواطن من سؤال غير المؤهلين وتوفير وقته وجهده يعد خطيئة تُرتكب؟ إن ما يفعله الأزهر الشريف من خلال مجمع البحوث الإسلامية يصب فى مصلحة الوطن والمواطنين، فالأزهر يرفض العداوة باسم الدين واستهداف غير المسلمين، فلا ندرى هل يراد ضرب استقرار الدولة وتقويض الجهود المبذولة فى المواجهة الفكرية باسم الحرية والتنوير أم ماذا؟!.