أكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، اليوم الإثنين، أن لجنة الفتوى الفرعية التابعة لمجمع البحوث فى محطة مترو الشهداء تهدف إلى تحقيق التواصل المباشر مع الجماهير لمواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة و تعزيز الانتماء الوطنى و دعم جهود الدولة فى محاربة الإرهاب من خلال التواجد بين المواطنين و حماية الشباب من الأفكار المسمومة التى تبثها جماعات التطرف والإرهاب بغرض استقطاب الشباب.
وقال عفيفى: تابعت باهتمام كبير ما يثار فى عدد من القنوات ومواقع التواصل الاجتماعى بشأن مكتب لجنة الفتوى بمحطة الشهداء بمترو الأنفاق، وأود أن أوضح أن الفكرة جاءت فى إطار جهود قطاع الوعظ والفتوى بمجمع البحوث الإسلامية ضمن استراتيجية الأزهر فى مكافحة ما تبثه جماعات العنف والإرهاب من أفكار مغلوطة ويأتى فى مقدمة هذه الجهود مرصد الأزهر الشريف لمكافحة الفكر المتطرف ومركز الفتوى الإلكترونية والقوافل الدعوية التى تجوب أنحاء مصر شرقا وغربا، إضافة إلى قوافل السلام الدولية التى تم إيفادها إلى مختلف قارات العالم، والجولات الخارجية للإمام الأكبر والتى كان لها الأثر الإيجابى فى نشر ثقافة التعايش والسلام، وغيرها من الجهود التى يبذلها الأزهر الشريف لمحاصرة الفكر المتطرف.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث، أن إنشاء مكتب لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث جاء تلبية لحاجة أعداد كبيرة جداً ممن يستقلون مترو الأنفاق يومياً إلى رأى علماء الأزهر الشريف الذين يثقون فيهم و يحتاجون إلى سماع إجاباتهم عن الأسئلة التى تشغل عقولهم خاصة فى ظل وجود الأفكار المغلوطة التى تبثها تيارات التكفير والغلو والتعصب باسم الدين، وتصدُر غير المتخصصين لأمور الفتوى، وذلك بعد نجاح التوعية الثقافية لوعاظ مجمع البحوث الإسلامية فى شهر رمضان من خلال الإذاعة الداخلية لمترو الأنفاق فى إطار برتوكول التعاون بين مجمع البحوث الإسلامية والهيئة القومية لمترو الأنفاق.
وأوضح عفيفى أن هذه المبادرة نابعة من إرادة حقيقية ورغبة فى التغير والتجديد والعمل فى الشارع وسط الناس وخارج المكاتب المغلقة، وهذه هى متطلبات المرحلة التى نعيشها، لافتا إلى أن هذا المكتب يشارك فيه عدد من الكوادر المؤهلة و المدربة جيدا للإجابة على تساؤلات المواطنين، ومؤكدا أن الأزهر الشريف لا يحتاج إلى مثل هذه المكاتب لنشر منهجه القويم وإنما جاءت المبادرة إيماناً من مجمع البحوث الإسلامية بدوره العلمى فى بيان صحيح الدين و حماية المجتمع من الفكر التكفيرى والفكر الشاذ، وضرورة الاشتباك مع الواقع الذى يتطلب بإلحاح تواجد علماء الأزهر الثقات بين الناس ومن هنا كانت الاستجابة لتفعيل هذا المكتب بأماكن التواجد الكثيف للمواطنين تسهيلا عليهم فى الحصول على الفتوى التى يحتاجونها متى أرادوا، وسوف يتم تقييم التجربة شهرياً والإعلان عن نتائج التقييم الأولى للتجربة عقب انتهاء موسم الحج ثم البدء فى الخطوات التالية لتفعيل دور المجمع ووعاظه وانتشارهم بين الجماهير بالفكر الصحيح تفعيلا لجهود الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى وحماية للشباب من الفكر المتطرف.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن فكرة لجنة الفتوى فى محطات المترو هى تجربة مبدئية ومبادرة نرجو أن تحقق الأهداف المنشودة منها بما يتوافق وتطلعات كافة أطياف المجتمع، وهذا ما لمسناه منذ البدء فيها حتى الأن من خلال الأعداد التى زارت اللجنة ومدى إقبال المواطنين عليها، والأزهر الشريف دائما ما يفتح أبوابه لكل أصحاب الرأى من كافة أطياف المجتمع مواطنين ومثقفين لعرض آرائهم وأفكارهم حول ما يقوم به من جهود لنشر الفكر الوسطى ومحاربة التطرف وتطوير العمل بما ينفع الناس ويحقق التكامل مع جهود الدولة فى مكافحة الإرهاب.