واصلت قافلة السلام الموفدة من قِبل مجلس حكماء المسلمين إلى كولومبيا أعمالها لليوم الثالث، حيث عقدت القافلة لقاءات مفتوحة مع الشباب بجامعة إدارة الأعمال (EAN)، بالعاصمة بوجوتا، وكذلك مع شباب جامعة "سانت توماس" وهى أقدم جامعة فى كولومبيا، وذلك لليوم الثانى على التوالى، وذلك بعد أن طلبت الجامعة عقد ندوة أخرى نظرًا لاستفادة الطلاب من ندوة أمس، التى عقدتها القافلة فى إحدى فروع الجامعة داخل العاصمة.
وفى جامعة إدارة الأعمال، قدم أعضاء القافلة نبذة تعريفية عن مؤسسة الأزهر الشريف كمؤسسة دينية تعليمية دعوية، وعن مجلس حكماء المسلمين كمؤسسة تضم نخبة من علماء الدين الإسلامى تتميز بالحكمة والعدالة والوسطية والاستقلال، والحديث عن مشروع قوافل السلام التى تجوب قارات العالم المختلفة لنشر ثقافة الحوار وإرساء دعائم السلام العالمى، حيث تضم هذه القوافل نخبة من علماء وشباب الباحثين بالأزهر الشريف، كما أجاب أعضاء القافلة عن استفسارات الطلاب حول حقيقة الدين الإسلامى وعلاقته بالأديان الأخرى، ومدى انسجام الثقافة العربية مع الثقافات الأخرى.
وفى جامعة "سانت توماس" عقدت القافلة لقائين منفصلين، دارت أسئلة اللقاء الأول حول القضية الفلسطينية وطرق تحقيق السلام المنشود فى فلسطين وجهود الأزهر لحل القضية الفلسطينية، وأخذت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وقتًا طويلًا خلال النقاشات لتوضيح دلالات هذا المفهوم، حيث أكد أعضاء القافلة أن هذا المصطلح لا يخدم إلا جماعات العنف والإرهاب التى تتخذ من الدعوات التى تنادى بهذا المصطلح وسيلة لتنفيذ أهدافهم الخبيثة وتبرير عملياتهم الإجرامية، مشيرين إلى أن استخدام مصطلح "الإسلاموفوبيا" لا يختلف شيئا عن استخدام النصوص الدينية فى تنفيذ عمليات إرهابية لا يقرها عرف ولا دين، موضحين أنّه ليس فى صالح البشرية أن يكون هناك متطرفون من أى ديانة، ولكن ينبغى أن يسود الود والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة وإعلاء قيم الحوار والتعايش المشترك.
كما أثار عدد من الطلاب أسئلة فى الندوة الثانية حول مصطلح "الجهاد" وأنهم يلاحظون من خلال ما يبث عبر وسائل الإعلام أن الجماعات الإرهابية تستخدم هذا المصطلح لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وهو ما أجاب عنه أعضاء القافلة بأن الجهاد لم يشرع فى الإسلام إلا للدفاع عن النفس، كما تساءل بعض الطلاب حول استخدام داعش والجماعات المتطرفة لآيات قرآنية قبل تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وهو ما ردت عليه القافلة بأن هذه النصوص مجتزأة من سياقها، كما أن هذه الجماعات تعتمد بشكل كبير على التفسيرات المنحرفة عن صحيح الدين الإسلامي.
وكان آخر الأسئلة حول الحملات الدعوية والتوعوية التى توضح للناس حقيقة الدين ومدى انتشار هذه الحملات فى المناطق النائية التى لا يصل إليها الإنترنت والمجتمعات التى تحتاج إلى دور أكبر من جانب المؤسسات الدينية، حيث قال أعضاء القافلة أن الأزهر الشريف يطلق بشكل دورى ومكثف قوافل دعوية داخل مصر وخارجها لا سيما إلى الدول الإفريقية لنشر صحيح الدين ونبذ العنف والتطرف بين أبناء المجتمعات، كما قام أعضاء القافلة بتوزيع كتب تبرز القيم الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامى لأتباعه وطرق التعامل مع الآخر، وهو ما أثنى عليه الطلاب وعبروا عن رغبتهم فى استمرار التواصل مع مؤسسة الأزهر من خلال منصاتها الإعلامية عبر الإنترنت.