أعلن وزير خارجية قبرص يؤنس كاسوليدس، أن القمة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية المقبلة ستعقد فى شهر نوفمبر المقبل فى نيوقوسيا حيث ستبحث سبل دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث علاوة على تعزيز التعاون السياسى والاقتصادى والأمنى بين القاهرة وأثينا ونيوقوسيا ، مشيرا إلى أن تلك القمة ستكون الخامسة بين الدول الثلاث التى تجمع بينها برامج للتعاون فى المجالات العسكرية والأمنية وتبادل المعلومات .
وأشاد "كاسوليدس"، بمواقف مصر الداعمة لبلاده خاصة ما يتعلق بالقضية القبرصية ، منوها فى هذا الإطار بتصريحات مندوب مصر لدى الأمم المتحدة فى هذا الصدد والتى استندت لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، كما أشار الموقف المصرى بوضوح لمسئولية الجانب التركى عن فشل مفاوضات جنيف بشأن تلك القضية.
وقال "كاسوليدس"- فى تصريحات له- إننا نعمل مع مصر فى مجالات كثيرة من خلال عضويتنا فى الإتحاد الأوروبى ، ونحن نتفهم الموقف المصرى ونقدم الدعم لمصر داخل مؤسسات الإتحاد الأوروبى ، كما نتفهم المواقف المصرية تجاه القضايا الإقليمية مثل الأوضاع فى اليمن وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية ".
وأكد "كاسوليدس" دعم بلاده الكامل وغير المشروط للحرب المصرية على الإرهاب والجماعات المتطرفة ، لافتا إلى أن قبرص تعمل من خلال الاتحاد الأوروبى على أن يكون هناك موقف أوروبى موحد داعما لمصر فى محاربة الإرهاب لأن التعاون المصرى الأوروبى ليس فقط حول حقوق الإنسان كما يراها بعض الأوروبيين خاصة وأن الوضع صعب فى المنطقة ومصر تقود معركة كبيرة نحو الاستقرار وتسعى لأن تكون فى مصاف الدول الحديثة من خلال التقدم الاقتصادى ، مشددا على دعم بلاده لمصر فى هذا الصدد.
وقال "كاسوليدس" إن هناك تعاونا مشترك بين مصر وقبرص فى مجال النقل ، كما يوجد تعاون بين القطاع الخاص فى البلدين وهناك شركة قبرصة مهتمة بالاستثمار فى قناة السويس لتقديم الخدمات البحرية وهى تعمل أيضا مع شركات أوروبية فى نفس المجال كما تسهم قبرص فى مشروعات الاستزراع السمكى فى محور قناة السويس والأسكندرية".
وأضاف "إن التفكير الآن يدور حول خطين لنقل الغاز ، الأول من قبرص من حقل أفروديت إلى مدينة إدكو على البحر المتوسط حيث يهدف هذا الخط إلى تسييل الغاز المسال إلى دول العالم ، أما الخط الثانى القادم من شمال مصر من حقول الغاز المصرية ويمر بقبرص ومنها إلى كيريت اليونانية ثم إلى اليونان وبعدها إلى إيطاليا ومنها إلى كل أوروبا .
وشدد "كاسوليدس" على اتفاق بلاده مع وجهة النظر المصرية لحل النزاع فى سوريا منذ بدايته ، مضيفا "نحن نعتقد أن عدم وضع شروط مسبقة قد يسهم فى تحقيق الحل السياسى وهذا يتفق مع الموقف المصرى الداعى لحل سياسى فى سوريا وترك الشعب السورى يقرر من يحكمه".
وقال"كاسوليدس" إن قبرص تتفق مع وجهة النظر المصرية التى تقوم على دعم اتفاق الصخيرات فى ليبيا مع إجراء تعديلات عليه "، مشيرا إلى أن مصر محقة فى الحفاظ على حدودها مع ليبيا وهى حدود طويلة وتحتاج إلى عمل كبير حتى يتم منع الإرهابيين من دخول مصر عبر الحدود الغربية ، لافتا إلى أن قبرص تعترف بحكومة فايز السراج كما أنه لابد من الأخذ فى الاعتبار الدور المهم الذى يقوم به الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأعرب وزير خارجية قبرص عن اعتقاد بأن تنظيم داعش الإرهابى لن يختفى وسيكون تحت الأرض ، مؤكدا أن الأمر يتطلب الاستمرار فى التصدى له ليس فقط عن طريق المكافحة الأمنية ولكن لابد من المكافحة الفكرية ووقف تمويل الإرهاب ، داعيا إلى ضرورة مكافحة كل التنظيمات المتطرفة بما فيها الجماعات المتطرفة فى شمال سيناء .