أشاد المشاركون فى ختام مؤتمر «التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي» الذى نظمته رابطة العالم الإسلامى فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة من 16-17 من الشهر الجارى بكلمة الأزهر الشريف التى ألقاها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر فى المؤتمر، وأكدوا أن الكلمة كان لها أثر كبير وشديد الأهمية فى إلقاء الضوء على أهم القضايا التى يعانى منها العالم الإسلامى وخاصة القضية الفلسطينية وقضية المستضعفين فى بورما وكذلك ما يحدث فى سوريا والعراق.
كما أكد المشاركون فى ختام فعاليات المؤتمر بحضور الدكتور وكيل الأزهر والأمين العام لرابطة العالم الإسلامى الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، والشيخ عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، والدكتور على النعيمى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتور عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم، على ما جاء فى كلمة الأزهر من أن «تاريخ حضارتنا الإسلامية العريقة يعج بالوقائع والأحداث التى تمثل أرقى صور التواصل الحضارى والانفتاح بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والحضارات المختلفة، فها هو رسولنا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - بعد أن ضاقت مكة بدعوة الإسلام فى مهدها وصَبَّ سادتها وكبراؤها الرافضون للدين الجديد صنوفًا من العذاب على المسلمين، يأمر صحابته الذين آمنوا برسالته بالهجرة إلى الحبشة (إثيوبيا حاليًّا) ليكونوا فى حماية ملكها النجاشى المسيحى الذى وصفه رسولنا بالعادل الذى لا يُظلم عنده أحد».
وأكدت توصيات المؤتمر على ما جاء فى كلمة الأزهر من أن «ديننا الحنيف لا يمنعنا من التواصل مع أتباع الديانات والثقافات المختلفة، والعمل المشترك معهم بما يحقق النفع للجميع، واحترام الآخر وعدم التعرض لمعتقداته أو التدخل فى شئونه الداخلية ما دام الآخر ارتضى هذا الإطار والتزم به»، وكذلك ما أوضحه فقهاء المسلمين من حقوق غير المسلمين فى بلاد الإسلام، ومنها وجوب تأمينهم وتحريم الاعتداء عليهم أو إيذائهم أو التعرض لمعتقداتهم. ومن ذلك أيضا التأكيد على واجبات المسلمين تجاه المجتمعات غير المسلمة التى يعيشون فيها أو يزورونها لغرض ما، ومنها أن «عليهم الاندماج والتعايش واحترام قوانين وأنظمة هذه المجتمعات، ويحرم على المسلمين فى المجتمعات غير المسلمة ما يحرم عليهم فى بلاد المسلمين من الإيذاء والاعتداء وغيرهما».
كما أكدت توصيات المؤتمر على ما جاء فى كلمة الأزهر من ضرورة «أن يتبنى العالم وخاصة الدول النافذة فيه مواقف جادة وواضحة ذات معايير ثابتة تكيل بمكيال واحد تجاه القضايا العالقة التى تعكر صفو الأمن فى كثير من مناطق الصراع فى العالم وخاصة فى عالمنا العربى، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى طال أمدها دون ظهور ضوء خافت ينبئ عن قرب انتهاء نفقها الطويل المظلم، وأن يكون العالم على يقين باستحالة تحقق سلام فى المنطقة دون حلها وعودة الحقوق المغتصبة لأصحابها وعلى رأسها حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الذى يتعرض لمخاطر الهدم والتدمير والتهويد على مرأى ومسمع من العالم». كما أكدت التوصيات على ما ورد فى كلمة الأزهر بشأن ما يتعرض له مسلمو الروهينجا، حيث جاء فيها أنه «لا يخفى على أحد ما يتعرض له مسلمو الروهينجا فى ميانمار من فظائع لم نسمع عنها حتى بين وحوش الغابات، فيجب علينا وعلى أحرار العالم تبنى موقف قوى من حكومة ميانمار لإجبارها على وقف بطشها واضطهادها لهؤلاء المستضعفين، وأن نعمل على عودتهم إلى ديارهم آمنين لا إلى مخيمات تسهل مهمة الإجهاز عليهم مجتمعين، وأن نعلن عزم العالم الإسلامى والولايات المتحدة العمل معًا من أجل محاربة الفقر والجهل والمرض وتحسين أحوال وحياة البشر دون تمييز على أساس دين أو عِرق أو لون، وأن نسعى جاهدين لنشر ثقافة السلام، وإعلاء قيمة الحوار الحضارى والتعايش المشترك، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، بل والتصدى الحقيقى له بكل الوسائل الفكرية والاقتصادية والأمنية والعسكرية حتى استئصاله من دنيا الناس، وليعلم الجميع أنه لا ضمانة لأحد من شرور التطرف والإرهاب حتى من صنعوه أو دعموه أو سكتوا عنه أو وفروا المأوى والملاذ الآمن لقياداته، فهو كالنار فى الهشيم لا تفرق بين غث وسمين، ولا تتحاشى حرق مشعلها متى وصلت إليه».
كانت كلمة وكيل الأزهر قد شهدت اهتماما كبيرا من الحضور لتركيزها على قضايا فلسطين واليمن وسوريا والروهينجا والمطالبة بوقف سياسة الكيل بمكيال واحد وبيان استفادة الآخرين بحضارة المسلمين.. وقد أصر الجميع الحضور على التقاط الصور التذكارية مع وكيل الأزهر.