أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تحية العلم والوقوف للسلام الوطنى وأن هذا يعكس الانتماء الوطنى وحب الأوطان ولا يخالف الشريعة الإسلامية.
جاءت فتوى دار الافتاء المصرية ردا على سؤال حول بيان الحكم الشرعى فى تحية العلم والوقوف للسلام الوطنى، حيث يدَّعى بعض الناس أن ذلك محرَّم شرعًا لما فيه من تعظيم ؟ خاصة مع قيام طلاب الجامعات بتحية العلم مع بداية العامالجامعى الجديد مطلع الأسبوع الجارى.
وأجابت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية: لا مانع شرعًا من تحية العلم والوقوف للسلام الوطنى، فكِلاهُما تعبير عن الحب لرمز الوطن وعلامته وشعاره، بل إنه لمَّا تواضع الناس وتعارفوا على كون ذلك دالًّا على احترام الوطن وتعبيرًا عنالانتماء ووسيلةً لإظهار ذلك فى الشأن الوطنى والعلاقات بين الدول، وأن تركه يشعر بالاستهانة أو قلة الاحترام، ويفضى إلى الخصام والشحناء وشق الصف والتراشق بالتهم بين أبناء الوطن أو المواقف المضادة فى العلاقات الدولية، فإنه يتعينحينئذٍ الالتزام به ويصير واجبًا مطلوبًا شرعًا.
وأضافت أمانة الفتوى فى فتواها: ولا يمكن القول بأن هذا من التعظيم المحرم، لأن التعظيم الممنوع هو ما كان على وجه عبادة المعظَّم، كما لا يمكن القول بأنه من التشبه بغير المسلمين المنهى عنه شرعًا، فالتشبه إنما يحرم فيما يتعلق بعقائدهموخصوصياتهم الدينية إذا قصد المسلمُ بها التشبه.
وأوضحت أمانة الفتوى أن الأصل فى ذلك كله الإباحة حتى يرد الدليل الناقل عنها، ومن جملة الأفعال المعبرة عن الحب القيامُ لرمز الوطن وعلامته وشعاره، وهو العَلم أو السلام الوطنى، فالمحب يتعلق ويعتنى بكل ما له صلة بمحبوبه، ولا يُذَمُّمِن ذلك إلا ما ذَمَّه الشرع بخصوصه.
وقالت: أما دعوى أن ذلك محرم شرعًا، لما فيه من تعظيم، والتعظيم لا يجوز للمخلوق، خاصة إذا كان جمادًا، فيجاب عنه بأن ذلك وإن كان فيه تعظيم، إلا أن القول بأن مطلق التعظيم لا يجوز للمخلوق هو قول باطل، بل الذى لا يجوز هو ماكان على وجه عبادة المعظم، كما كان يعظم أهل الجاهلية أوثانهم، فيعتقدون أنها آلهة وأنها تضر وتنفع من دون الله، وهذا هو الشرك.
واختتمت أمانة الفتوى: وعليه فإن تحية العلَم المعهودة أو الوقوف للسلام الوطنى أمران جائزان لا كراهة فيهما ولا حرمة كما شغَّب به مَن لا علمَ له، فإذا كان ذلك فى المحافل العامة التى يُعَدُّ فيها القيام بذلك علامة على الاحترام وتركه مشعرًابترك الاحترام: فإن الوقوف يتأكَّد، فيتعيَّن فعلُه حينئذٍ، دفعًا لأسباب النفرة والشقاق، واستعمالًا لحسن الأدب ومكارم الأخلاق.