استقبل الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، صباح اليوم الأربعاء أرتورو أفيليو، سفير إسبانيا فى القاهرة- وبابلو جوميث -نائب رئيس البعثة - لبحث أوجه تعزيز التعاون بين إسبانيا ودار الإفتاء فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب.
وأكد مفتى الجمهورية خلال اللقاء أنه على الدول جميعًا أن تتعاون فيما بينها من أجل مواجهة خطر التطرف الذى أصبح يهدد العالم أجمع وليس المنطقة العربية وحدها، وأن نقوم بدراسة ظاهرة الإرهاب بشكل متعمق لنضع الحلول لها.
وأوضح أن دار الإفتاء قامت بعدة إجراءات فى سبيل مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة خاصة عقب الأحداث الإرهابية التى اجتاحت عددًا من دول العالم، ومن بين هذه الإجراءات إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة، ومؤخرًا تم إنشاء وحدة دراسات بحثية متخصصة لتشريح العقل المتطرف والرد على أسباب وجود هذه الأفكار.
وأشار إلى أن الدار استعانت لذلك بعدد من المتخصصين بجانب علماء الدين فى مجالات مختلفة منها علم النفس وعلم الاجتماع، وكذلك الاستعانة بأصحاب التجارب الذى تأثروا بالأفكار المتطرفة ولكنهم عادوا إلى الفكر المعتدل بعد عدد منالمراجعات الفكرية.
وأضاف المفتى أن الدار كذلك أدخلت اللغة الإسبانية مؤخرًا ضمن قسم الترجمة لديها، حيث تقوم بالرد على التساؤلات التى تصل إليها باللغة الإسبانية، بالإضافة إلى ترجمة موسوعة مكونة من ألف فتوى ورد معظمها من الدول الغربية، وذلك باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية فضلًا عن العربية، وجارى ترجمتها للغة الإسبانية، وكذلك أصدرت الدار مجلة ”Insight” باللغة الإنجليزية التى ترد على مجلة "دابق" التى يصدرها تنظيم "داعش".
وأبدى المفتى استعداد دار الإفتاء التام لإمداد إسبانيا بكافة الإصدارات التى تواجه الفكر المتطرف مترجمة إلى الإسبانية وغيرها من اللغات.
وحول دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى أكد مفتى الجمهورية للسفير الإسبانى أن دعوة الرئيس قد لاقت صدًى محليًّا ودوليًّا كبيرين، وقد استجابت دار الإفتاء لهذه الدعوة منذ البداية.
وأوضح أن المقصود بتجديد الخطاب الدينى هو استخدام كافة الأساليب العصرية الحديثة فى إيصال المعلومات الصحيحة وتطوير الخطاب وطرق العرض للأحكام الشرعية بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية التى تسعى إلى التخفيف عنالناس وتحقيق مصالح الإنسان والبشرية جمعاء.
من جانبه أثنى السفير الإسبانى على مجهودات دار الإفتاء فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وما تقوم به من مجهودات فى الداخل والخارج، مبديًا تطلع بلاده للتعاون المثمر مع دار الإفتاء.