اختتم المؤتمر العالمى الثانى لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، جلساته، بعد مشاركة فاعلة من نحو 60 دولة عربية وإسلامية حول العالم، وقد ألقى الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية كلمة ختامية للمؤتمر، جاء نصها كالتالى:-
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ عَلى سيدِنَا رسولِ اللهِ وآلهِ وصحبِهِ ومنْ والَاهُ، أمَّا بعدُ:
فقدْ تمَّ بحمدِ اللهِ اختتامُ المؤتمرِ العالمى الثَّانى للأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ فى العالمِ تحتَ عُنوانِ: "دَوْرُ الفَتْوَىفِى استقرارِ المجتمعاتِ"، الَّذى انعقدَ فِى مدينةِ القاهرةِ، فيما بينَ السَّابِعَ عَشَرَ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أُكتوبرَ لِسَنةِأَلْفَيْنِ وَسَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ الميلادِ، الموافقِ لِلسَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ إلى الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ لِسَنةِ أَلْفٍوأَرْبَعِمِائِةٍ وَتِسْعَةٍ وثَلاثِينَ مِنَ الهجرةِ، برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فخامةِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسى -رئيسِ جمهوريةِمصرَ العربيةِ- وبحضورٍ كريمٍ مِنَ السادةِ الوزراءِ، والمُفْتِينَ والسُّفراءِ، والعلماءِ، ورجالِ الدولةِ، ورجالِ الصحافةِوالإعلامِ.
وقدْ شاركَ فى أعمالِ المؤتمرِ وجلساتِه نُخبةٌ مِنَ العلماءِ والمُفتينَ والباحثِينَ المتخصصينِ مِنْ مُخْتَلِفِ البلدانِ، حيثُ أُثرِيَتْ جَلَسَاتُ المؤتمرِ وَوِرَشُ عَمَلِهِ وَمَشْرُوعَاتِهِ بأبحاثِهمْ ومَا دارَ حولَها مِنْ مُداخلاتٍ مفيدةٍ ومناقشاتٍ مهمَّةٍ.
وَعُنِى المؤتمرُ فى جلساتِه وأبحاثِه ونقاشاتِه وَوِرَشِ عَمَلِهِ بِقضايا دَعْمِ الاستقرارِ عَنْ طريقِ الفتوى، انطلاقًا مِنْ أنَّالتَّدَيُّنَ الرشيدَ جزءٌ مِنْ حَلِّ المشكلاتِ وليسَ أبدًا جزءًا مِنْ إِحْدَاثِها، فالمقصودُ فِى النهايةِ هُوَ سَعَادَةُ الدَّارَيْنِ بتوفيقِربِّ العالَمِينَ.
وقدْ عُنِيَتْ مَحَاوِرُ المؤتمرِ بمعالجةِ عددٍ مِنَ الموضوعاتِ المُهِمَّةِ، وجاءتِ المحاورُ على النحوِ التالي:
المحورُ الأوَّلُ: الْفَتْوَى وَدَوْرُهَا فِى تحقيقِ الاستقرارِ.
المحورُ الثَّانِى: الْفَتْوَى وَدَوْرُهَا فِى مواجهةِ الْفَوْضَى والتَّخْريبِ.
المحورُ الثَّالِثُ: الْفَتْوَى وَدَوْرُهَا فِى دَعْمِ البناءِ والعُمْرانِ.
وعَلى هامشِ جلساتِ المؤتمرِ انْعَقَدَتْ مجموعةٌ مِنْ وِرَشِ عملٍ للحوارِ حولَ الموضوعاتِ التاليةِ:
1) الْفَتَاوَى المتشدِّدَةُ والفضاءُ الإلكترونى:
ودارتْ مُنَاقَشَاتُها حولَ: الفضاءِ الإلكترونى، واستخدامِ الجماعاتِ المتطرفةِ لَه، وطريقِ الاستخدامِ الأَمْثَلِ، وتجربةِ دارِالإفتاءِ المصريةِ فِى التعاملِ مَعَهُ.
2) فَوْضَى الإفتاءِ ووسائلِ الإعلامِ:
ودارتْ مُنَاقشاتُها حولَ: الإعلامِ والفتوَى/التأثيرِ والتأثُّرِ - ضوابطِ التَّعامُلِ الإعلامى مَعَ عمليةِ الإفتاءِ - واجباتِمؤسساتِ الْفَتوى تجاهَ الإعلامِ - مشروعِ ميثاقِ شرفٍ للفتاوى الإعلاميةِ.
3) الِإفتاءُ والاستقرارُ الأُسَرِى:
ودارتْ مُنَاقَشَاتُها حولَ: مفهومِ الاستقرارِ الأُسَرى - مستقبلِ الأُسْرَةِ فِى ظِلِّ المطالباتِ الحُقوقيةِ - فتاوى الطلاقِوالحفاظِ عَلَى الأسرةِ.
4) تَجَارِبُ المؤسساتِ الإفتائيةِ فِى التَّصَدِّى لِلْفَتاوى الشاذةِ:
ودارتْ مُنَاقَشَاتُها حولَ مشاركةِ تَجَارِبِ المؤسساتِ والدُّولِ حَوْلَ الإجراءاتِ الوِقائيَّةِ والعلاجيَّةِ بِصُوَرِهِمَا المختلفةِ لِلْحَدِّمِنَ انتشارِ الفتاوى الشاذةِ
وقدْ رَجَوْنَا فِى مُؤْتَمَرِنَا مِنَ اللهِ العلى القديرِ التوفيقَ لِتَحْقِيقِ أَهدافِنَا التى كانَ مِنْ بَيْنِهَا:
الْوُقُوفُ عَلَى أَهَمِّ مُشْكِلَاتِ الْإِفتاءِ الْمُعَاصِرِ، وَمِنْهَا الفتاوَى الشاذَّةُ الَّتى تَسْعَى إلى إشاعةِ الْفَوْضَى وزَعْزَعَةِ السِّلْمِالمُجْتَمَعِى، ومِنْ ثَمَّ مُحَاوَلَةُ وَضْعِ الحلولِ الناجعةِ لَهَا.
الكشفُ عَنِ الأدوارِ التى يُمْكِنُ للإفتاءِ المعاصرِ الاضطلاعُ بِهَا فِى علاجِ المشكلةِ.
الخروجُ بِمِيثاقِ شَرَفٍ إفتائيٍّ-إعلاميٍّ-ضابطٍ لِفَوْضَى الإفتاءِ فِى الإعلامِ والفضاءِ الإلكترونيِّ.
دَعْمُ استقرارِ الأسرةِ بِتَجْدِيدِ الإفتاءِ فِى شُئُونِ الأُسْرَةِ عَلى مُسْتَوى القضايا والوسائلِ.
محاولةُ تَقْديمِ حُلولٍ غيرِ تقليديةٍ لِجَدَلِيَّةِ مَأْسَسَةِ الْفتوى وَتَقْنِينِهَا.
كمَا نَحْمَدُ اللهَ تَعَالى أَنْ قَدْ أَسْفَرَتْ جَلَسَاتُ المُؤْتَمَرِ واجتماعُ المجلسِ الأعلَى للأمانةِ العامةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ فيالعالمِ عَنْ خَمْسَةِ مَشَارِيعَ، نَأْمُلُ جميعًا أنْ نُسْرِعَ بِإِنْجَازِهَا، ورؤيةِ ثَمَرَتِها فى الوقتِ المُحَدَّدِ لِكُلِّ مشروعٍ، وهيَ:
1- تَدْشِينُ حُزْمَةٍ مِنَ البرامجِ التدريبيةِ عَبْرَ الفضاءِ الإلكترونى للتواصلِ وإصقالِ مهاراتِ الإفتاءِ لِلْمُتَصَدِّرِينَ لِلْفتوىحولَ العالمِ.
2- إصدارُ مَجَلَّةٍ إلكترونيةٍ باللغةِ الإنجليزيةِ تَحْتَ عُنوانِ [The Muslim Bond] تُعْنَى بالخلفيةِ الفكريةِ والدَّعَوِيَّةِللإفتاءِ فى قضايا الجالياتِ المسلمةِ حولَ العالمِ.
3- إصدارُ موسوعةِ جمهرةِ المُفْتِينَ حولَ العالمِ، الَّتى تُقَدِّمُ نماذجَ لِلاستنارةِ والاسترشادِ مِنَ المفتينَ حولَ العالمِ.
4- إطلاقُ مِنَصَّةٍ إلكترونيةٍ للتعليمِ الإسلامى الصحيحِ.
5- إصدارُ تقريرِ حالةِ الفتوى حولَ العالمِ، يَرصُدُ الفتاوى ويُحَلِّلُ مضمونَها ويُفَسِّرُهُ ويُقوِّمُهُ، ويَخْرُجُ بنتائجَ وتوصياتٍتُفِيدُ الجميعَ.