قسى عليها الزمن كأرض أنهكها العطش فتشققت تلك أقل كلمات تصف أيدى عمال الطوب الأحمر الذين تخرج من بين أيديهم "قوالب" تبنى مستقبل مصر.
عرق هؤلاء يروى شغف غيرهم فى الحصول على أقل حق من حقوقهم الآدمية المتمثل فى السكن، بتوفير الطوب الأحمر الذى يستخدم فى بناء العقارات.
مدخنة وسط الزراعات بإحدى قرى محافظة الجيزة تشرح من بعيد تفاصيل عدة.. ما يخرج منها من دخان زفير رجال حرقت وجوههم الشمس لينجزوا ما كلفوا به من توفير ما قد يبنى مستقبل مصر.
ماكينات ضخمة روضها شباب تبدو على وجوههم عوامل الجهد، يديرون مراحل صناعة الطوب بداية بنقل الطين الطفلة إلى الماكينة الضخمة المسئولة عن صب قوالب الطوب الأحمر، وإضافة الخامات الأساسية لها ويتم إخراجها فى شكل قوالب لينة.
يخرج قالب الطوب لين كبير من ماكينة تشكيل الطوب، إلى مقص يقطعه إلى قوالب صغيرة، ويقف 4 عمال لنقل القوالب إلى قطار مكون من ثلاث عربات صغيرة، لتدخل إلى مرحلة التجفيف التى تأخذ 15 يومًا فى الشمس والهواء الطلق وتغطيتها "بالقش"، حتى لا تتأثر بعوامل الجو.
ختام تلك المراحل يكون بدخول القوالب إلى الفرن، حيث يتم نقل الطوب إلى غرف كبيرة يتم رص القوالب بها حتى يصل ارتفاعه إلى سقف الغرفة، وبعدها يتم تغطيته وإشعال النيران ويترك لمدة أسبوع ويتغير لونه إلى اللون الأحمر، ويصبح صلبًا ويبدأ العمال فى نقله على عربات إلى التجار.