مفيش حاتم بتحاكم..وبالنسبة للواقع الحالى مستحيل حاتم يتحاكم، حيث يعتبر أمناء وأفراد الشرطة القوة الضاربة والعمود الفقرى، لوزارة الداخلية المصرية، نظرا لكثرة عددهم وقيامهم بتنفيذ المهام الصعبة والتعامل مع المواطنين والمطلوبين أمنياً،وأيضا لتنظيمهم الشديد ونجاحهم فى تكوين دولة مستقلة داخل الوزارة، ومنظمة قوية تخدم مصالحهم وأهدافهم.
ويرصد "
انفراد" 7 أسباب حقيقة، تحمى نفوذ إمبراطوارية أمناء الشرطة فى مصر، والذين تمكنوا من الضغط على الدولة والنظام خلال الفترة الماضية وأغلقوا الأقسام ومديريات الأمن، دون أن تستطيع الدولة مواجهتهم، خوفا منهم لكونهم القوة الضاربة التي تعتمد عليها الداخلية في تنفيذ مهامها.
السبب الأول هو عدم تلقى أمناء الشرطة وأفرادها التدريبات الكافية واللازمة للتعامل مع الشارع المصري، والمواطن مما يتسبب فى افتعال الأزمات، بالصدام المباشر، واللجوء إلى العنف، بالإضافة إلى عدم معرفتهم ودرايتهم بنظريات الامن الفلسفية، فلا بد من تعليمهم الثقافة الامنية استنادا على معرفة حقيقية بنظريات الأمن، وعمل دورات تثقيف أمنية لامناء الشرطة، لاسيما وأنهم لا يحملون مؤهلات عليا .
أمناء الشرطة أكثر المستفيدين من ثورة يناير، على الرغم من قيامها ضدهم، إلا أنهم استفادوا بإلغاء المحاكمات العسكرية، وزيادة كبيرة فى رواتبهم، وترقيتهم لدرجة ظابط، واستغلوا صعوبة عودة المحاكمات العسكرية بسبب إلغائها من قبل المحكمة الدستورية ولا بد من تعديل الدستور وطرحه ﻻستفتاء شعبي لاعادتها.
عدد أمناء الشرطة أضعاف مضعفة من عدد الظباط، بالإضافة إلى أنهم منظمين جدا فيما بينهم، وتمكنوا من تكوين شبكة كبيرة وقوية لتبادل المصالح و الخدمات، على مستوى الجمهورية، ومن الصعب اختراقها بسهولة.
الأمناء يعلمون جيدا أنهم مصدر قوة النظام ووزارة الداخلية وأداة البطش ضد المجرمين، والمعارضين والخارجين عن القانون، نظرا لقدرتهم على الإشتباك والتعامل والقبض وتلفيق القضايا احيانا وفعل كل ما يلزم إن استلزم الأمر ذلك، علاوة على أنهم يقومون بتحرير المحاضر، ويخدمون الضابط بكل الطرق، ومن الممكن أن يكونوا أدوات تهديد للضباط.
أمناء الشرطة يعرفون أسرار كثيرة فى حياة قيادات الأمن فى مصر، نظرا لملازمتهم الدائمة فى أغلب الأوقات، كما أنه يتم استخدامهم فى تنفيذ عمليات ومهام، قد لا يعرفها غيرهم.
وأيضا يجيدون التعامل بطرق مشروعة وغير مشروعة وبجميع الاساليب، مع البلطجية والمسجلين خطر، وجميع أنواع وأشكال المجرمين، ويعرف أسرار وشفرات كل القضايا، وكيف يستخدمها فى صالح القانون من عدمه.
اللجوء للتظاهر والاعتصام مؤخرا وإغلاق أقسام الشرطة ومديريات الأمن، كانت سببا كافيا لإظهار مدى ضعف الوزارة التى كانت ترضخ فى كل مرة لمطالبها المتكررة، وأظهرت حجم ومدى القوة الحقيقة للامبرطوارية، بعدما تمكنوا من إغلاق الأبواب بالإقفال على قياداتهم، من مساعد الوزير إلى الرتب الكبيرة.