أكد السفير أحمد حجاج، رئيس جمعية الصحفيين الأفريقيين، وسفير مصر الأسبق فى عدة دول أفريقية، أن قمة الكوميسا تأتى فى وقت حاسم لمصر، حيث تعيد العلاقات الأفريقية إلى متانتها، مشيراً إلى أن انضمام مصر إلى منظمة الكوميسا جعل صادراتها تتضاعف أكثر من 5 مرات فى أفريقيا.
وقال حجاج فى حوار خاص لـ "انفراد": "يجب إنشاء قمر صناعى أفريقى، ودعم مشروع المنطقة الاستثمارية الأفريقية الحرة فى مصر بكل الوسائل، فالكوميسا من أهم القمم الحاسمة للاقتصاد المصرى والأفريقى على حد سواء، خاصة وأن الاقتصاد المصرى هو الذى يقود قاطرة التنمية فى أفريقيا، كما يجب ألا تتدخل الحكومة بوسائلها البيروقراطية فى تعطيل هذه المسيرة".
وعن ملف قضية سد النهضة، أضاف "حجاج" موضحاً: " مصر استبعدت الحل العسكرى فى حل قضية سد النهضة، لذا فليس هناك طريق أمامنا إلا التفاوض، وهناك اتجاه فى إثيوبيا لاستبعاد المفاوض المصرى، حيث تتمنى أديس أبابا لو أعلنت مصر خروجها وقتها ستكون سعيدة جداً، لأن مصر هى التى ستكون رفضت، وتظهر إثيوبيا بمظهر الدولة التى تلتزم بالمبادئ، وتستكمل بناء السد دون أن يستطيع أحد منعها، لذا على مصر أن تستمر وتحارب محاولات إبعادها.
وأضاف " أنا حزين جداً من أن هناك بعض الفصائل التى تتهم الوفود المصرية التى تذهب لأثيوبيا بالخيانة، وعدم الكفاءة شىء والعمالة شىء آخر تماماً، بالرغم من أننى استشعر فعلا نقصان الناحية السياسية فى الوفود التى يتم إرسالها، وأرى أن خطوة ضم وزارة الخارجية للمفاوضات خطوة جيدة جداً".
أما بالنسبة للسودان، فأكد "حجاج" أن هناك جانبين فى السودان، الأول يرى أن مصلحة السودان مع بناء السد فى إثيوبيا سيخدم السودان وأن هذا سيحمى الخرطوم من الفيضانات التى تتعرض لها كل عام، فالسودان ليس لديه مشكله فى تدفق المياة، على العكس فإن ذلك السد من وجهة نظرهم سينظم المياة طوال العام وسيتمكنوا من رى مساحات أكثر.
وهناك فريق ثانى، يقول أنه يجب الاحتفاظ بالعلاقات التاريخية مع مصر، وأن هذه هى العلاقات الموجودة منذ سنوات، خاصة وأن "محمد على" هو من خلق السودان، وحتى الآن هناك أروقة باسم ولايات سودانية على أبواب الأزهر، حتى قام الإنجليز بقطع الصلة بين مصر والسودان، ومعظم السودانيين تعلموا فى مصر، خاصة وأن النظام الإثيوبى يمثل 7% فقط، ومن المحتمل الإطاحة به، بينما تمثل قبائل الأورومو المعارضة 35%، ولازالوا مهمشين حتى الآن.
واختتم "حجاج قائلا "الحدود الموجودة ما بين الدول الأفريقية ما هى إلا خطوط رسمها الاستعمار، حتى يكون الولاء فى أفريقيا للقبيلة أكثر منه للدولة، حتى حركات التحرير كانت تمثل قبائل كبيرة، أول ما وصلت للسلطة استأثرت بها، لذا على كل الدول الأفريقية أن تستغل الفرصة التاريخية المتاحة لهم، فى ظل رغبة مصر للعودة بقوة إلى قيادة القارة السمراء، وتحقيق التعاون فى كل المجالات".