"كل ما أريده فى الحياة دراجة نارية مجهزة (موتوسيكل) حتى أتمكن من البحث عن العمل وأبدأ حياتى من جديد".. بتلك الكلمات اختصر طاهر "28 عامًا" أزمته فى الفترة الحالية بعد ولادته بإعاقة فى قدميه جعلته لا يستطيع الحركة، وذلك بخلاف الظروف المادية الصعبة التى تعانى منها أسرته المكونة من تسعة أشقاء وكان يعولهم فى صغرهم والده الذى يعمل بائع فى سوق العبور، ورغم تلك الظروف المعاكسة لم يستسلم هذا الشاب وبذل عدة محاولات لتوفير مصدر رزق له آخرها إنشاء "محل بلاى ستيشن" صغير بالقرب من منزله فى منطقة إمبابة.
ويكشف الشاب من ذوى الاعاقة تفاصيل حكايته لـ"انفراد"، من داخل محله الصغير بمنطقة إمبابة، قائلا:"ولدت بإعاقة فى قدمى ووسط ظروف مادية صعبة كبرت وسط تسعة أشقاء، لم تمكن من استكمال تعليمى للأسف وخرجت من الصف الثالث الابتدائى بسبب عدم قدرتى على الذهاب للمدرسة فقد كانت زوجة أبى تحملنى فى صغرى لكن مع تقدم فى سن وإصابتها بالغضروف لم تعد قادرة على المواصلة، وذلك بخلاف وضع الأسرة المادية".
ويضيف طاهر :"مضت الأيام لكنى لم أستسلم للإعاقة وحاولت البحث عن عمل بكل جهد حتى يُؤمن لىّ مصدر رزق بعيدًا عن أى مساعدات للجمعيات الخيرية وبالفعل عملت فى عدة مهن مختلفة منها كاشير فى مقاهى، وكذلك عملت فى فترة بإحدى المؤسسات لصنع النتائج الورقية، وأيضًا خضت تجربة قيادة توك توك لفترة زمنية حتى أنى كنت استعمل وصلة حديدية كفرامل لكن لم يفلح الأمر ولم أتكيف مع أجواء البلطجة فى الشوارع والتى يطالبها عمل السائقين للأسف".
ويضيف:"مؤخرًا اهتديت لفكرة إنشاء مشروع بلاي ستيشن صغير هنا بمنطقة إمبابة وبعد عدة مشاركات غير ناجحة قمت باستدانة أموال من أحد أقاربى واشتريت جهازين بالقسط واستأجرت محلا صغيرا بـ 200 جنيه شهريًا لإقامة مشروعى الخاص".
ويستكمل الشاب ابن الـ 28 عامًا قصته قائلا:"أحمد الله على ما أربحه من هذا المحل رغم أن المكسب يتركز فى موسم الإجازة بينما فى فترة الدراسة يكون الإقبال ضعيفا، بالإضافة إلى أنى أتقاضى معاش السادات من وزارة التضامن الاجتماعى قيمته 300 جنيه تقريبًا لكن هذا لا يكفى أى شيء فى ظل ارتفاع الأسعار فى الفترة الحالية وشاب فى سنى يحتاج لتأسيس حياته فقد اقتربت من سن الـ30، ماذا يمكننى الانتظار أكثر؟".
ويطالب طاهر بوظيفة ثابتة فى مصنع أو شركة تُناسب ظروفه أى وفق نسبة الـ5% لذوى الإعاقة بالمؤسسات والشركات، مشيرًا إلى أن مشكلة أخرى تقابله تتمثل فى الروتين الحكومى وعدم قدرته على استخراج الأوراق الرسمية، فمثلا فشل مؤخرًا فى استخراج كعب عمل بسبب تعنت الموظفين معه، مؤكدًا على نقطة أخرى يجب أخذها فى الاعتبار متمثلة فى صعوبة وتنقله ومحاولته شراء موتوسيكل مجهز لكنه لم يستطع لارتفاع ثمنه ويتمنى الحصول عليه حتى يسهل حياته.