أجابت دراسة حديثة، نشرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، عن سؤال تمحور حول سبب عدم انضمام بعض الجماعات الإرهابية إلى تنظيم القاعدة الإرهابى الذى أسسه وتزعمه أسامة بن لادن.
وقالت الدراسة المنشورة اليوم الأحد عبر موقع المركز على الإنترنت، إن منطقة الساحل والصحراء شهدت فى خلال السنوات الأخيرة ظهور عدد من المجموعات الإرهابية التى تتبنى توجهات متطرفة لكن دون الانخراط فى أىٍ من التنظيمات الرئيسة العابرة للحدود، خاصة تنظيم "القاعدة".
وأوضحت الدراسة أن هذا يتأتى بالرغم من العلاقات القوية التى أسسها التنظيم مع هذه المجموعات، لدرجة أن اتجاهات عديدة اعتبرت أن بعضها يمثل فروعًا له دون الإعلان عن ذلك بشكل صريح، خاصة أن توجهاتها تتطابق إلى حد كبير مع الفكر "القاعدى"، فضلاً عن أنها تبدى دعمًا للتنظيم عندما يقوم بشن هجمات إرهابية داخل بعض المناطق، وهو ما يطرح تساؤلات حول أسباب تعدد هذه المجموعات واختلاف مسمياتها وحرصها فى الوقت ذاته على التمايز عن تنظيم "القاعدة".
ونوهت الدراسة إلى أنه وبالرغم من أن تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى" حرص على دعم تمدده داخل تلك المنطقة، خاصة بعد أن تراجع نفوذ تنظيم "داعش"، إلا أن ذلك لم يمنع ظهور العديد من المجموعات المتنوعة فكريًا والتى لم تنضم إلى التنظيم بشكل رسمى.
ولفتت الدراسة إلى أن تنظيم "القاعدة" لم يتجه إلى الدخول فى مواجهات مع هذه المجموعات كما لم يحاول القضاء عليها أو الحد من نفوذها، على غرار ما فعل مع المجموعات التى تنتمى إلى تنظيم "داعش"، رغم أن التنافس غالبًا ما يكون سمة رئيسية للعلاقات بين التنظيمات الإرهابية.
وخلصت الدراسة إلى هذه المجموعات لم تنضم حتى الآن إلى التنظيم، رغبة منها فى التمايز عنه، ما يتيح لها القدرة اكثر على الجذب، خاصة بين المجموعات التى تختلف مع تنظيم القاعدة حول عدد من الاستراتيجيات.