أعلن رئيس جهاز التفتيش والالتزام البيئى، ورئيس قطاع الفروع الإقليمية على مستوى الجمهورية الدكتور أحمد رخا انتهاء موسم حصاد قش الأرز أو المعروف بـ"السحابة السوداء" رسميا اليوم الأربعاء، مشيرا إلى أن وزارة البيئة حققت نجاحا فى هذا الملف للعام الثالث على التوالى ولكن نجاح هذا العام نجاحا مميز.
وقال "رخا" لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم بمناسبة انتهاء موسم السحابة السوداء كشف خلاله عن أهم المؤشرات لنجاح هذا الموسم والاجراءات التى اتخذتها الوزارة لتحقيق هذا النجاح، أن خلال فترة الـ75 يوما المتعلقة بموسم السحابة السوداء التى بدأت اعتبارا من أول سبتمبر الماضى فأن حالة الجو لم تتجاوز الحدود المسموح بها، ولم تسجل محطات رصد نوعية الهواء التى تم توزيعها بالقاهرة الكبرى وحدود الدلتا أى انبعاثات زائدة عن المسموح بها قانونا.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن فترات سكون الرياح كانت اكثر من السنوات السابقة وبالتالى يحدث تركيز للملوثات إلا أن فترات الحيود لم تتجاوز ال10% فيما بلغت الفترات الزمنية التى اتسمت بجودة نوعية الهواء وخلوه من الملوثات 90% ..لافتا إلى أن نسبة الحيود كانت لبضع ساعات معينة من اليوم وليس اليوم بأكمله لذلك كان يتم حسابها فى بعض الاوقات بعدد الساعات حتى تكون المعلومات دقيقة.
وأوضح رئيس جهاز التفتيش والالتزام البيئى أن من أهم المؤشرات الواضحة لنجاح الموسم هذا العام هو أن عدد المحاضر التى تم تحريرها للمخالفين أقل من العام الماضى حيث بلغ إجمالى المحاضر التى تم تحريرها 10 آلاف محضر، مقارنة بأكثر من 12 ألف محضر العام الماضى، كما أن عدد شكاوى وبلاغات المواطنين من حالات حرق قش الارز هذا العام قليل جدا مقارنة بعدد الشكاوى العام الماضى .
ولفت الدكتور إلى أن أهم تحد نجحنا فى التغلب عليه هذا العام هو تغيير ثقافة الفلاح وهو ما ساعد على التقدم للامام والعنصر الفاصل هو اقباله على الاستفادة من قش الارز وتحويله إلى سماد أو اعلاف والدليل على ذلك استمرار عملية بيع وشراء قش الأرز حتى الآن .
واعلن رخا أنه سيتم عقد مؤتمر صحفى يوم الأحد القادم، بالمركز الثقافى البيئى "بيت القاهرة" للاعلان عن كافة التقارير والأرقام والنسب التى تخص وضع وخطة وزارة البيئة فى التصدى للسحابة السوداء بمختلف محافظات الجمهورية، بجانب عرض الايجابيات والسلبيات التى واجهت الوزارة اثناء التصدى لنوبات تلوث الهواء على أن يليه تكريم عدد من قيادات الوزارة والاعضاء المشاركين فى منظومة قش الأرز ومواجهة السحابة السوداء هذا العام.
واكد أن من ضمن المؤشرات الجيدة أيضا أن كمية القش التى قامت الوزارة بتجميعها هذا العام اقل من العام الماضى وهذا يدل على أن كمية القش التى تم تجميعها بمعرفة الفلاحين 3 اضعاف من الكمية التى تم تجميعها بواسطة الوزارة ..مشيرا إلى أنه بالرغم من زيادة مواقع التجميع عن العام الماضى ب150 موقعا إلا أن الكمية التى تم تجميعها أقل من العام الماضى نتيجة قيام الفلاحين ببيع قش الأرز مباشرة بمعرفتهم بسبب تعظيم سوق استخدام المخلفات الزراعية كأعلاف بديلة.
وأشار رخا فى هذا الصدد إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف والطاقة أجبر الفلاح على جمع قش الأرز وفرمه واستخدامه مرة أخرى، مضيفا إلى أن الوزارة تشترى طن القش من المزارعين بـ50 جنيها، وأن الوزارة رفعت أسعار توريد طن قش الأرز لتشجيع الفلاح على بيعه بدلا من حرقه ضمن خطتها لمكافحة السحابة السوداء حيث أن طن الأرز السائب يتراوح سعره ما بين 300 إلى 400 جنيه، بينما الطن من قش الأرز المفروم وصل سعره إلى 800 جنيه.
وأوضح رئيس جهاز التفتيش بأن أسعار قش الأرز السائب، فى بداية موسم قش الأرز، تراوحت ما بين 200 إلى 250 جنيها، بينما تراوح سعر طن قش الأرز المفروم، فى بداية الموسم، بين 450 إلى500 جنيه؛ مؤكدا أن ارتفاع أسعار قش الأرز دليل على نجاح المنظومة، التى أنشأتها وزارة البيئة.مؤكدا أن عدد مواقع تجميع قش الارز هذا العام بلغت 490 موقعا بمحافظات منظومة قش الأرز الستة وهى "الشرقية"، "الغربية"، "البحيرة"، "الدقهلية"، "كفر الشيخ"، و" القليوبية" ..معلنا أن اكثر محافظة قامت بتجميع قش الارز هى الدقهلية يليها الشرقية.
وحول أهم الاساليب المستحدثة التى استخدمتها الوزارة هذا العام للمساهمة فى انجاح موسم قش الارز، قال أنه تم استخدام 3 أقمار صناعية فى رصد ومعرفة نقاط حرق قش الأرز على مدار الـ24 ساعة تم من خلالهم توجيه محاور التفتيش لوقف التلوث الناتج عن عملية الحرق واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.
وأضاف أنه تم رصد نوعية الهواء من خلال 90 محطة تعمل على إصدار تقرير بشان نوعية وجودة الهواء كل ساعة، كما أن بيانات محطات رصد نوعية الهواء كانت تتم بشكل إلكترونى ولا يستطيع أحد التدخل فيها أو إخفاء آية معلومة عن المواطنين، بالإضافة إلى استخدام العديد من التقنيات الحديثة، كالتواصل من خلال الواتس وحرصًا من الوزارة على مشاركة المواطنين وسرعة الاستجابة لبلاغاتهم للسيطرة على حرائق قش الأرز تم تفعيل تطبيق موبايل يعمل عبر برنامج التواصل الاجتماعى " التيليجرام – الفيس بوك".
ولفت رخا إلى أن الوزارة قامت أيضا بتشكيل لجان من الرقابة والرصد والمرور على المنشآت الصناعية بجانب تفعيل عقوبات الحرق المكشوق لقش الأرز، التى تتراوح مابين خمسة آلاف إلى 100 ألف جنيه، بالإضافة إلى الحبس، وتم إرسال المحاضر التى تم تحريرها إلى النائب العام، للتعامل معها.
ونوه بأن هذا العام شهد تعاونا كبيرا بين الوزارة ووحدات الإنذار المبكر لرصد حالة الجو، والحالة البيئية لمحطات الرصد والأتربة والغازات، من خلال المحطات التى قامت وزارة البيئة بتركيبها على مستوى الجمهورية لرصد حالة الجو..لافتا إلى أن الوزارة استعانت من خلال إدارة نوعية الهواء بمؤشرات الأرصاد الجوية فى التنبؤ بأماكن تركيز الحرق المكشوف من قبل الفلاحين، وتبعا لسكون الرياح.
وأشار إلى تكثيف حملات التوعية التى تم تنفيذها للفلاحين بأن قش الأرز ليس فقط يتم تحويله إلى اعلاف واسمدة وانما أيضا يدخل فى العديد من الصناعات بجانب دور الوزارة فى توفير بدائل للحرق ودعم صغار المزارعين عن طريق توفير مواد دعم من يوريا ومادة"EM 1 " بالمجان لاستخدامها فى عمل كومات أعلاف غير تقليدية وأيضا كومات سماد عضوى وتوفيرها بمراكز الإرشاد الزراعى بجميع المراكز والقرى، بالاضافة إلى تعاون وزارة البيئة مع وزارات "الزراعة والرى والتنمية المحلية والداخلية" ونقابة الفلاحين والمجتمع المحلى من المزارعين ومتعهدى جمع قش الأرز للقضاء على أزمة السحابة السوداء والحد من ظاهرة حرق قش الأرز .
وتوقع رخا، فى ختام حديثه للوكالة، ارتفاع معدلات القضاء على السحابة السوداء نهائيا خلال السنوات القادمة نتيجة للجهود المبذولة طوال العام فى التفتيش والرقابة على مقالب القمامة والمنشآت الصناعية ومكامير الفحم ومصانع الطوب إضافة إلى موسم حصاد الأرز..مشيرا إلى أن تحسن العمل داخل منظومة السحابة السوداء فى مواجهة تلوث الهواء الحادة الناتجة عن حرق قش الأرز بدأ من عام2015 وذلك بعد إعادة بناء المنظومة.