أكد سفير مصر لدى بولندا حسام القاويش خلال لقائه مع مدحت القيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية البولندية على أهمية العلاقات بين مصر وبولندا خاصة أن هذا العام يشهد مرور 90 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية مع بولندا التى تتميز بأنها قائمة على التعاون المشترك فى المحافل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى زيارة وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل الذى وقع عدة اتفاقيات مع الجانب البولندى حول تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى.
جاء ذلك فى بيان وزعته جمعية رجال الأعمال المصرية البولندية اليوم الأربعاء، فى إطار بعثتها السنوية لطرق الأبواب فى وارسو.
وأضاف القاويش أن الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة تفقد خلال زيارته لبولندا المراكز البحثية الزراعية البولندية للاستفادة من خبراتها، وأيضا زيارة رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لميناء جدانسك وعدة مناطق اقتصادية بالميناء وبحث فرص إقامة منطقة صناعية بولندية بمنطقة القناة، مشيرا إلى مباحثات وزير الخارجية سامح شكرى مع نظيره البولندى ووجود تفهم بولندى لوجهة النظر المصرية فى العديد من القضايا المهمة إقليميا ودوليا وتمت عدة جولات للتنسيق بين سياسات البلدين على مستوى مساعدى الوزيرين.
وأوضح أن بولندا لها ثقل كبير بالاتحاد الأوروبى وأحد أهم الاقتصادات بها ويمكن الاستفادة من تجربتها وخبراتها خاصة فى مجال التصنيع الزراعى والغذائى والمعدات الزراعية والتى يمكن أن تخدم بشكل كبير المشروع العملاق لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان الذى يحتاج إلى تكنولوجيا ومعدات متقدمة، مشيرا إلى المباحثات التى أجريت مع أحد مصانع الجرارات البولندية لإنشاء خطوط تصنيع وتجميع له فى مصر، كما يمكن أيضا الاستفادة من التجربة البولندية فى ترشيد استخدام المياه والطاقة الشمسية والتصنيع الغذائى وإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة.
وقال السفير المصرى أن بولندا تعتبر القلب النابض لصناعة السيارات ومكوناتها فى أوروبا وأغلب الموديلات الأوروبية خاصة الألمانية تصنع مكوناتها فى بولندا، والاستفادة من هذه الخبرات يمكن أن يغير شكل الصناعة المصرية فى هذا المجال من مرحلة التجميع إلى مرحلة التصنيع.
وبالنسبة لقطاع السياحة، نوه إلى أن العام الحالى يشهد زيادة ملحوظة فى أعداد السائحين البولنديين لمصر وسوف يشارك رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرى ورئيس الشركة المنظمة للطيران بين مصر وبولندا غدا الخميس، فى معرض بولندى دولى للسياحة، مضيفا أنه تم خلال العام الجارى تنظيم زيارة لمحافظى البحر الأحمر وجنوب سيناء إلى بولندا برفقة وفد مميز من أصحاب القرى السياحة المصرية وكبرى شركات السياحة المصرية.
كما تم مؤخرا توقيع اتفاق بين مصر للطيران وشركة الطيران البولندية- وهما أعضاء فى تحالف ستار – لتسيير رحلات بما يعرف- بالرمز المشترك- يتم بموجبه الاتفاق على تسيير رحلات للشركة البولندية إلى مصر ولكن مع توقف ترانزيت فى ميلانو وبودابست.
وأكد السفير على أهمية الدور الكبير لرجال الأعمال وجمعية رجال الأعمال المصرية البولندية فى تنمية العلاقات الاقتصادية وأن زيارة مثل بعثة الجمعية تتيح للجانب البولندى التعرف على الفرص المتواجدة بمصر والتى يمكن تحقق ربحية عالية.
بالنسبة للجانب الثقافى، أفاد بأن هناك مباحثات لعقد اتفاقيات للتبادل الطلابى بين عدد من الجامعات المصرية والبولندية خاصة وأن التعليم البولندى يتبع المنهج الأوروبى وشهاداته معتمدة فى أوروبا، مشيرا إلى القوة الناعمة لمصر والمتمثلة فى حرص مصر على إيفاد أئمة مصريين إلى المركز الإسلامى البولندى فى وارسو وتم أيضا خلال شهر رمضان الماضى إرسال قارئ مصرى لأحياء الليالى الرمضانية حيث يوجد ببولندا حوالى 80 ألف مسلم، نصفهم بولنديين والنصف الآخر من الجاليات الوافدة.
وبدوره، قدم مدحت القيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية البولندية شرحا لبعثة طرق الأبواب التى تقوم بها الجمعية إلى وارسو حاليا والاتفاقيات التى عقدتها الجمعية مع أكبر 3 منظمات للأعمال فى بولندا وهى اتحاد الغرف التجارية، واتحاد أصحاب الأعمال البولنديين، وجمعية رجال الأعمال البولنديين.
وأكد القيسى أن الدور الأساسى للجمعية هو تمهيد الطريق أمام أعضائها للدخول إلى السوق البولندية تصديرا واستيرادا خاصة وأن معظم الواردات المصرية من بولندا سلع وسيطة تدخل فى الصناعة المصرية، ومواد غذائية استراتيجية مثل الألبان، وأيضا الاستفادة من قيام عدد من المصانع البولندية بتصنيع قطع غيار لبعض المعدات الروسية الموجودة بمصر ولا زالت تعمل بكفاءة وتحتاج إلى تجديد وصيانة مما يطيل عمرها الافتراضى ويوفر على الاقتصاد المصرى استيراد معدات بديلة.
كما بحث من السفير نتائج اللقاءات التى عقدتها الجمعية وأعضاءها مع نظرائهم البولنديين فى مجالات الاستشارات وتسويق وخلق اسم تجارى معروف لبعض المنتجات المصرية وذلك فى بولندا وباقى أوروبا، والنقل واللوجستيات حيث عرضت شركة بولندية متخصصة نقل السلع والبضائع بين مصر وبولندا عبر ميناء كوبر مما يوفر فى وقت الرحلات البحرية بنسبة كبيرة، وأيضا التعرف على اللحوم الحلال المنتجة فى بولندا وإمكانية استيراد العجول الحية، وكذلك تصنيع معدات إطفاء الحرائق ومعدات الإضاءة.