قال الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر على هيئة الصحب الأول الكرام الذين وفدوا على "رسول الله"- صلى الله عليه وسلم- ونزلوا ضيوفا عليه وتعلموا رسالة الإسلام، ثم حملوها إلى أهليهم وجاء ذلك فى اكثر من حديث وكان الرسول يتابع أحوالهم وكانوا يقولون كنا نمكث عند رسول الله إلى ما شاء الله أن نمكث، وإذا رآنا اشتقنا أهلينا أوصانا فكان رسول الله يبعث سفراء الهداية من أهل المدينة إلى الأمم، وكان يستقبل طلاب العلم ليكونوا مبشرين ومنذرين فى أقوامهم فالطلاب الوافدين جاءوا هنا يتشبهون بأفضل جيل عرفته البشرية وهو جيل الصحابة الكرام.
وأضاف فى كلمته خلالالملتقى السنوى لتكريم الطلاب الوافدين والذى نظمته جمعية سفراء الهداية، بمركز الأزهر للمؤتمرات، أمس الأربعاء، واستضافتهم الجمعية عليهم أن يتذكروا انهم فى مقام الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يستضيفوا طلاب العلم ثم إنهم دققوا فى الاختيار اكثر فلم يختاروا إلا الذين يتعلمون فى الأزهر الشريف تلك التى ورثت ميراث النبوة بحق والتى يكون فيها تعليم الشريعة لا نظير له فى العالم كله لأن طالب الأزهر يربى على أركان ثلاثة اولهم النقل الكتاب والسنة وثانيا علوم العقل التى تعينه على فهم النص وثالثا علوم الدنيا، فينشأ الطالب الأزهرى لا يخاصموا العقل عنده النقل ولا يخاصموا الدين عنده الدنيا وهذا نهج "الحبيب"- صلى الله عليه وسلم.
وتابع: فلقد كان الرسول رسول عمل فلقد صح عنه ثمانية آلاف حديث على الأكثر والحديث يأخذ فى قلبه دقائق معدودة وربما تكون دقيقة واحدة لو وزعنا جملة ما قاله الحبيب على سنين عمره فى الدعوة لوجدنا أن معدل اليوم الواحد حديث واحد والوقت كله عمل والطلاب الوافدين من المجاهدين فى سبيل الله الضاربين فى الأرض وهنيئا لجمعية سفراء الهداية أن تتحرى مواطن الصدقة والزكاة ونحن مأمورين أن نتحرى مواطن الصدقة والزكاة.
وأضاف: أقول لرجال الخير الذين أجادوا فى اصطفاء مواطن الإنفاق فيمكن إن تبادر بالصدقة بجنيه فى أى مكان تشاء ولكن المسلم الحريص على الخير المسارع إليه لا المسابق إليه وهناك فرق فالذين يسارعون أجرهم سبع أضعاف الذين يسابقون، واشكر جمعية سفراء الهداية فى اشخاص مجلس الإدارة وكل الذين يساعدونهم إثمار هذا الإنتاج، هؤلاء استطاعوا أن يقدموا مواطن الإثمار المتنوع ففرق بين جنيه تعطيه لابن سبيل يعبر الطريق وبين جنيه ينتج علما وينتج رسالة عالمية ويخدم ميراث النبوة الحقيقى فصار الجنيه ينتج إثمارات متعددة، وأقول للقائمين على الجمعية أنتم تتأسون بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فأنتم مثله على استضافة ابناء السبيل من بقاع الأرض وإعانتهم على طلب العلم ومنهم أهل الصفة الذين كانوا يأتون إلى المدينة لا أهل لهم ولا مال فكانوا يكونون فى ضيافة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكان يؤثرهم فى الأكل معهم على أهل بيته كما جاء فى صحيح مسلم وغيره.
يذكر أن مؤسسة سفراء الهداية نشأت سنة 2008 لخدمة الدعوة الإسلامية من خلال رعاية الطلبة الوافدين إلى مصر للدراسة فى جامعة الأزهر وتوسعت المؤسسة فى العديد من الأنشطة لخدمة الدعوة إلى الله وفقا للواقع الإسلامى.
ويترأسها المهندس ياسر أبو بكر رئيس مجلس إدارة الجمعية، الحاج رضوان ماردينى نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، حمزة نمرة عضو مجلس إدارة الجمعية، محمد عبد اللطيف عضو مجلس إدارة الجمعية، المهندس خالد الصيرفى عضو مجلس إدارة الجمعية، وعلى عبدالواحد مستشار الجمعية.
حضر الملتقى العديد من الطلاب الوافدين الذين تشرف عليهم الجمعية، وتم تكريم عدد منهم، بالإضافة إلى حضور الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية.