وسط زحمة الإهمال والمعاناة التى يعانيها الأحياء، لم يفكر أحد فى إنقاذ الأموات من الغرق فى المياه وهم لا حول لهم ولا قوة، فهناك ألاف الأموات غارق فى المياه الجوفية بـ6 مقابر فى العاصمة هى الأشهر فى محافظة القاهرة.
يوجد بمحافظة القاهرة 29 منطقة جبانات منها 6 جبانات تغرق فى المياه الجوفية، وهى تعتبر الأشهر والأقدم، وهى مقابر الإمام الشافعى ومقابر الإمام الليثى وتقعا بمنطقة الكردى فى كوم غراب بحى مصر القديمة، ومقابر البساتين وتقع بالبساتين الغربية التابعة لقسم الخليفة، ومقابر السيدة نفيسة ، ومقابر سيدى عقبة ومقابر التونسى بحى الخليفة.
"الصدمة" هذا هو الشعور الذى ينتابك إذا تجولت وسط تلك المقابر وشاهدت جثث تطفوا على المياه الجوفية، كمشهد يجسد المقولة "مش مرتاح دنيا ولا أخرة"، وتتسائل أين أهالى هؤلاء الموتى لينقذوهم من الغرق.
وأكد أحد أصحاب المقابر بمنطقة التونسى أنهم لجأوا للدفن فوق سطح الأرض لحماية موتاهم من الغرق.
"صعب نقلهم" هذا هو رد المهندس محمد طه مدير إدارة الجبانات بالقاهرة، الذى أكد أن هناك 6 جبانات غارقة فى المياه الجوفية نظرا لإرتفاع منسوب المياه بتلك المناطق، ما جعل الأهالى تدفن أعلى سطح الأرض للهروب من المياه الجوفية، التى أغرقت جثث القدامى.
وأضاف طه لـ "انفراد" أن السبب الرئيسى فى غرق تلك المقابر هى بحيرة عين الصيرة، مشيرا إلى أن المحافظة حاولت تكريك البحيرة وتوسعتها لخفض منسوب المياه إلا أن ذلك لم يجدى وظلت المشكلة كما هى، لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة جولوجية وأكدت أن منسوب المياه بهذه المنطقة مرتفع وتكريك بحيرة عين الصيرة لن يفيد.
ومن جانبه قال عدلى عيد، رئيس رابطة الترابية بالقاهرة، أن الـ6 جبانات الغارقة بالقاهرة ترجع لارتفاع منسوب المياه فى عين الصيرة وأثرت على عدد من المتاحف والمبانى الأثرية بالمنطقة.
وأضاف رئيس رابطة الترابية بالقاهرة، أن كل الدفن اصبح الآن بهذة المناطق أعلى سطح الأرض ، مشيرا إلى أن بعض الأهالى نقلوا موتاهم لسطح الأرض والبعض الأخر لم ينقل موتاه ما أدى إلى غرقهم.