استقر البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على اختيار الراهب القمص ثيؤدور الأنطونى الراهب بدير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر، مطرانا للقدس والكرسى الأورشليمى خلفا للراحل الأنبا إبراهام الذى وافته المنية نوفمبر الماضى وتم دفنه بمقر الكنيسة المصرية بالقدس بحضور البابا تواضروس الثانى.
رغم أن الكنيسة لم تعلن رسميًا حتى اليوم عن اختيار القمص ثيؤدور مطرانا للقدس والكرسى الأورشليمى، إلا أن الراهب وصل بالفعل لمقر دير الأنبا أنطونيوس بوسط البلد اليوم وصلى قداس صوم يونان وسط حضور شعب الكنيسة، حيث يرأس البابا صلوات العشية السبت القادم بمقر الكاتدرائية القديمة ليرسم ثيؤدور مطرانا للقدس باسم الأنبا ثيؤدور بعدما دعا أساقفة المجمع المقدس للحضور.
وبلهجة صعيدية، اعتذر القمص ثيؤدور عن الإدلاء بأية تصريحات لـ"انفراد"، وقال "مليش فى موضوع التصريحات دا خالص" ثم غادر مكتبه إلى الكنيسة الصغيرة الموجودة بمقر الدير بوسط القاهرة ليرأس قداس صوم يونان الذى بدأ الواحدة ظهرًا.
القمص ثيؤدور الذى يصبح الأنبا ثيؤدور السبت القادم ينتمى لعائلة كهنوتية بالكامل، فوالده هو القمص تيموثاوس شرموخ وكيل مطرانية أبو تيج، حيث ولد الراهب باسم عماد عام 1969 فى مدينة أبو تيج جنوب أسيوط بعد تعيين والده كاهنا بسنوات قليلة، وله 4 أشقاء هم القس صموئيل كاهن كنيسة السيدة العذراء بأبوتيج والقس تادرس الكاهن المتبتل راعى دير السيدة العذراء بجبل دير الجنادلة والفنان التشكيلى مينا المتخصص فى رسم الكنائس وأخوه الأصغر مقار وشقيقتين إحداهما صيدلانية والثانية مدرسة.
كان "عماد" أو ثيؤدور يقيم على مقربة من الكنيسة ويقسم وقته بين الدراسة والخدمة الروحية، حتى ظهر الأنبا أندراوس أسقف أبو تيج الراحل فى حياته، والتف حوله الشباب، فشكل عماد مع شقيقه القس صموئيل وصديقه عاطف رزق الذى صار قسيسًا أيضا فريق (خورس) للألحان الكنسية نال شهرة واسعة بين كنائس منطقته أبو تيج، واستمر كذلك حتى حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة أسيوط ثم بكالوريوس الصيدلة فى التسعينيات وفتح صيدلية باسمه، حتى قرر ترك العالم والاتجاه للرهبنة فى دير الأنبا ـنطونيوس.
فى دير الأنبا أنطونيوس بدأت حياته الرهبانية، حيث عمل على الخدمة بصيدلية الدير، حتى انتدبه رئيس الدير لخدمة الآباء القساوسة والرهبان المرضى والمسنين بمقر الدير بالقاهرة.
نظرًا لاهتمامه بتطوير التعليم الكنسى منذ توليه كرسى مارمرقص، ابتعث البابا تواضروس الثانى القمص ثيؤدور مع راهبين أخرين للدراسة فى كلية اللاهوت باليونان حتى تغير مصيره للمرة الثالثة واختاره الأنبا يسطس رئيس الدير ليشغل الكرسى الأورشليمى ويصبح مطرانا للقدس قبل أن يتم دراسته باليونان.
ككل القرارات المصيرية حرص البابا تواضروس الثانى على إخفاء اسم المطران الجديد للقدس عن أعين الإعلام، حتى انتشرت شائعات تفيد باختيار القمص إيليا أفامينا الراهب بدير مارمينا بمريوط مطرانا للقدس، وهو ما أكده الأنبا أرميا رئيس المركز الثقافى القبطى على صفحته الشخصية، فما كان من المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القس بولس حليم إلا أن نفى الأمر، وفاجئ البابا الجميع باختيار القمص ثيؤدور الأنطونى، حيث اعتادت الكنيسة اختيار مطارنة للقدس من دير الأنبا أنطونيوس فيما عدا الأنبا إبراهام المطران الراحل الذى كسر تلك القاعدة.