قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكرى للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، غدا الثلاثاء، تأتى لتأكيد أن القاهرة ما زالت تمد يدها للجانب الإثيوبى، بعد توقف أعمال اللجنة الثلاثية بشأن سد النهضة فى اجتماعها الأخير بالقاهرة، وما ترتب عليه من توقف المسار التفاوضى الثلاثى، فضلا عن حالة التوتر فى العلاقات مع السودان.
وأضاف "فهمى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن الزيارة ذات مغزى للجانبين الإثيوبى والسودانى؛ فهى بمثابة "طرق أبواب" جديد لأديس أبابا، كما توضح أن مصر تتحرك مباشرة تجاه إثيوبيا دون طرف ثانٍ فى العلاقات، وأنها حريصة على نقل رسالة إلى الاتحاد الأفريقى وجهات أخرى بأنها ما زالت تتبنى خيار التسوية وحل المشكلة فى إطار دبلوماسى، لأنها لم تقطع بعد "شعرة معاوية" مع الجانب الإثيوبى.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن القاهرة ما زالت تواصل اتصالاتها المباشرة مع الجانب الإثيوبى، لكنه فى الوقت ذاته استبعد تقديم مصر مقترحا أو مبادرة فى هذا الإطار، مشددا على أن موقف القاهرة واضح، والرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أكثر من مرة أن "الميّه مسألة حياة أو موت"، لافتا إلى أن التحرك المصرى ينقل رسالة مهمة أيضا للسودان فى هذا التوقيت، بأن مصر حريصة على التواصل مع أديس أبابا بصورة مباشرة، لقطع الطريق على الجانب السودانى الذى أثار قضية حلايب وشلاتين فى التوقيت الحالى، لكسب ورقة تفاوض مع القاهرة.
وأشار الدكتور طارق فهمى، إلى أنه إذا لم يتجاوب الجانب الإثيوبى بصورة مباشرة، ستكون للقاهرة بطبيعة الحال ترتيباتها وإجراءاتها الأخرى، وذلك بعدما تكون مصر قد استوفت كل اتصالاتها الدبلوماسية معها، كما لفت إلى أنه ليس فى الأفق ما يشير إلى إمكانية استئناف أعمال اللجنة الثلاثية قريبا.
يُذكر أنه من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية سامح شكرى، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، غدا الثلاثاء، لإجراء محادثات مع نظيره الإثيوبى فى محاولة لكسر الجمود بشأن مشروع بناء سد النهضة على نهر النيل.