أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن إكراه غير المسلمين على الدخول في الإسلام من الأمور المنهى عنها فى الشريعة الإسلامية؛ لأن الإسلام لا يعترف بالعقيدة المفروضة تحت تهديد السلاح، ولا يعترف كذلك بالعقيدة المُجتلبة عن طريق بريق الذهب والأموال.
وأضاف مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن الله -عز وجل- نهى فى العديد من الآيات القرآنية عن إكراه الغير فى الدخول إلى الإسلام، ومن هذه الآيات قول الله تعالى فى سورة البقرة: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ»، وقوله جل شأنه فى سورة الكهف: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖفَمَن شَاءَفَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ».
وهناك ميثاق نبوى خالد، أقره نبى الإسلام - صلى الله عليه وسلم - فى كتابه الذى كتبه إلى الحارث بن كعب، الذى جاء فيه: «هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، رسول الله إلى الناس كافة، بشيرًا ونذيرًا، ومؤتمنًا على وديعة الله في خلقه، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل والبيان، وكان عزيزًا حكيمًا.. للسيد بن الحارث بن كعب ولأهل ملته، ولجميع من ينتمي دعوة النصرانية في شرق الأرض وغربها، قريبها وبعيدها، فصيحها وأعجمها، معروفها ومجهولها، كتابًا لهم عهدًا مرعيا، وسجلًا منشورًا، سنّة منه وعدلًا، وذمة محفوظة، من رعاها كان بالإسلام متمسكاً، ولما فيه من الخير مستأهلًا، ومن ضيّعها ونكث العهد الذي فيها، وخالفه إلى غيره، وتعدّى فيه ما أمرت، كان لعهد الله ناكثًا، ولميثاقه ناقضًا، وبذمته مستهينًا، وللعنته مستوجبًا..»، إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: «ولا يجبر أحد ممن كانوا على ملة النصرانية كرهًا على الإسلام، ويخفض لهم جناح الرحمة ويكفّ عنهم أذى المكروه حيث كانوا، وأين كانوا من البلاد».
وأشار مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إلى أن محاولات بعض المتشددين إجبار غير المسلمين على الدخول في الإسلام، منافية لصحيح الشرع، وللنصوص القرآنية والأحاديث النبوية التى نهت عن ممارسة أى نوع من الإكراه سواء كان ماديا أو معنويا لإجبار الغير على اعتناق الدين الإسلامى؛ مؤكدًا أن العقيدة لا تُفرض، وأن إكراه الغير على الإيمان لا يصنع إنسانًا مؤمنًا، ولكنه يصنع جيلًا من المنافقين.