أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن مساعدة المسلم لجاره المسيحى حال طلب الأخير المساعدة، من الأمور التى فُطر الناس عليها، وهى واجب شرعى وإنسانى، ومن الطبيعى أن يساعد الإنسان نظيره فى الإنسانية أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه، كما أن هذا الفعل يدل على نقاء الفطرة وكرم الأصل.
وأضاف مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن من يزعمون أن الإسلام حرم على أتباعه مد يد العون أو مساعدة المخالفين لهم في الدين، يخالفون بآرائهم الشاذة والمتطرفة سنة الله في خلقه التى اقتضت أن يكون الناس مختلفين فى الأديان والألوان والأجناس، وينسبون إلى الإسلام أقوالًا ما أنزل الله بها من سلطان، وهو من هذه المزاعم والإدعاءات براء.
وأشار مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إلى أنه مهما اختلفت أديان الناس، فإن جميعهم إخوة فى الإنسانية، والمسلم يثاب من الله تعالى على إحسانه الذي يقدمه لغيره دون تفرقة بين مسلم أو غير مسلم، كما أن مساعدة الآخرين تُعد نوعًا من العبادة، وهي من أعظم أبواب الخير، ولها مكانة عالية جدا فى الإسلام الذى جاءت عقائده وشرائعه لإصلاح العلاقة بين العبد وربه، وبين العباد أنفسهم، ولهذا حثت الشريعة الإسلامية على إيصال النفع للآخرين بقدر المستطاع.
وتأتى فتوى مشروعية مساعدة المسلم لجاره المسيحى، وأنها واجب شرعى وإنسانى، ضمن الحملة التوعوية التى أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان: «شركاء الوطن»، وذلك تزامنًا مع بدء احتفالات الإخوة المسيحيين بأعيادهم.
وتهدف الحملة إلى ترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد؛ بالإضافة إلى إظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح، وإبراز تعالميه السمحة التي شرعها لأتباعه فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الكتاب، وتفنيد جميع الشبهات التي يثيرها عناصر الجماعات الإرهابية والمتشددون ضد شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين، وما شابه ذلك من مزاعم وادعاءات الإسلام منها برئ.
وتوضح حملة «شركاء الوطن»، الحقوق الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لأهل الكتاب في الدول الإسلامية، وأحكام التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء، وتهنئتهم بأعيادهم، وزيارتهم، وأكل طعامهم، واحترام مقدَّساتهم، وترد بشكل مفصل على الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي يطلقها البعض في هذا السياق، وغير ذلك من القضايا الهامة التى تشغل الأذهان، والتى تتجدد على الساحة فى بداية كل عام ميلادى.