نعى الكاتب الصحفي، أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، الذى وصل جثمانه صباح اليوم، مصر، ومن المقرر أن تشيع جنازته غدا الأربعاء.
وقال أسامة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" إن نافع يستحق لقب "كبير الصحافة المصرية والعربية"، وحقق الأرقام القياسية فى كل شيء فى مهنة الصحافة والإعلام لأكثر من نصف قرن.
أضاف، أن الكاتب الراحل كان الأكثر إنجازاً حول الجريدة العريقة التى اسسها ال تكلا فى الإسكندرية، وحولها إلى مؤسسة إعلامية تغطى كل مجالات الاعلام الحديث بل سبق مؤسسات إعلامية أوروبية وأمريكية بمراكز الدراسات والبحوث فى كل مجالات الاعلام والسياسة والاقتصاد، وفى عهده صدر من المؤسسة إصدارات متنوعة غطت كل الاحتياجات للقراء من المرأة والشباب والطفل إلى الشؤون العربية والدولية.
واستكمل، أن الأهرام فى عهد إبراهيم نافع كانت بيت الخبرة والمتخصصين، وتراعى الابعاد الفكرية والثقافية والاجتماعية وكل الاتجاهات من يسارية وإسلامية معارضة وحكومة فى توافق نادر الحدوث فى عالمنا المعاصر، ولذلك وصف الرجل بصاحب القدرات والإمكانيات الخارقة، وكان يودى عمله بهدوء يحسد عليه وبدون تباهى عكس أقرانه فهو يعمل بإتقان وكفاءة عالية، ويرفض كل أشكال الإثارة.
وروى إنه حينما كنت أتفاخر بأى إنفرادات أو أحاديث يقول لى هذا ماضى وانتهى ولدينا عدد جديد يجب أن نفكر فيه، والاحتفال بالانفراد يعنى السقوط، وكنت أتصور أن الأستاذ نافع يقلل مما فعلت، ولكن بعدما أصبحت رئيساً لتحرير الأهرام، عرف أن الصحافة غول يأكل ولا يشبع، وأن ذاكرة القارئ تنسى دائما أمس وتفكر فى اليوم والغد".
ما قال إن هذه الفلسفة الصعبة فى العمل، هى التى مكنت الأستاذ نافع لتحقيق الأرقام القياسية فى اعمالة الصحفية والإدارية والنقابية، وهى التى جعلته يتحمل موجة الحقد والكراهية التى تفشت فى بر مصر مع خروجه من الاهرام فى 2005، والتى وصلت ذروتها بصعود التيارات الهامشية والإخوان للسلطة فى مصر ما بعد 2011 إلى أن صحح الشعب والجيش الاوضاع ما بعد ثورة يونيو 2013، وبالقياس لم يكن نافع يحقق الأرقام القياسية فى التوزيع والموارد والأحاديث مع الكبار فى عالمنا بل كأن أكثر رؤساء التحرير والإدارة مكوثا فى هذا المنصب وأكثر نقباء الصحفيين المصريين، انتخابا وأكثر البناءين فى تأريخ المهنة.
وكشف عن أن نافع كان محرراً اقتصادياً وخبيرا فى الشئون الاقتصادية، ووضع دراسات الجدوى للعديد من المشروعات المصرية الضخمة، وهو ما جعله يدير الأهرام بشكل محترف، ويحولها من جريدة لمؤسسة ضخمة لها إصدارات عديدة، وتملك مراكز بحثية وجامعة ووكالة إعلانات وأصول ضخمة، حيث تعامل مع المؤسسة من منظور اقتصادى ومؤسسى.