سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين، بقرية طناش التابعة لحى الوراق بمحافظة الجيزة، لعدم صرف حصة الدقيق الخاصة بالقرية، والبالغة 68 طن شهريا، وأعرب أهل القرية عن استغرابهم الشديد لصرف نسبة 28 % فقط من الحصة المقررة شهريًا، نتيجة ما سموه تقاعس "بقالى التموين" فى دفع مبلغ التأمين الخاص بصرف تلك المقررات، وبالتالى حدوث نقص شديد للغاية فى حصص الدقيق.
واشتكى عدد كبير من سكان القرية البالغ تعدادها 40 ألف نسمة، من عدم توفر مخابز بالقرية، سوى مخبز واحد فقط، مشددين على أن هذا المخبز لا يمكن أن يلبى طلبات القرية بعددها الكبير، فضلًا عن موروثات القرية التى تفضل الحصول على الدقيق عن رغيف الخبز، الغير متوفر أساسًا بالقرية.
وقال "عونى غريب"، أمين حزب مستقبل وطن بقرية طناش، لـ"انفراد"، إن حصة القرية من الدقيق تبلغ شهريًا 68 طنًا، فى الوقت الذى يتسلم فيه البقالون 28 % فقط من الحصة، أى 28 طنًا فقط، بعجز يصل إلى 40 طن، الأمر الذى أدى إلى تفاقم الأزمة واستياء سكان القرية لعدم توفر الدقيق للشهر الثانى على التوالى.
وعن أسباب عدم استلام البقالين لحصتهم بشكل كامل، قال "غريب"، إن وزارة التموين فرضت تأمينًا إجباريًا على كل البقالين، واشترطت سداد التأمين كاملا، فى الوقت الذى تقاعس فيه التجار لدفع المبلغ كاملا، الأمر الذى جعل الوزارة تقوم بصرف جزء فقط من الحصة المقررة لهم شهريًا، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع.
وأشار إلى أنه تواصل مع جميع البقالين فى القرية والبالغ عددهم 8 بقالين، وأبدوا استعدادهم الكامل لدفع باقى التأمين حتى يستطيعوا الحصول على كامل حصتهم المقررة شهريا، موضحًا أن هناك بعض العراقيل التى تحول دون دفع هذا الملبغ الآن، بعد المهلة التى قررتها الوزارة لدفع هذه المبالغ.
وناشد "عونى"، وزارة التموين، باستثناء بقالى التموين بقرية طناش، من هذه المهلة، ومدها يومين حتى يستطيع بدالى التموين من دفع المبالغ التأمينية المستحقة، وبالتالى القضاء على المشكلة نهائيا، كاشفا عن استعداد بعض مواطنى القرية من الانضمام إلى المنظومة ودفع التأمين كاملا، فى حال عدم إمكانية فتح الباب أمام البدالين لدفع تأميناتهم المتأخرة.
وطالب بتدخل وزارة التموين بشكل مباشر فى حال عدم الاستجابة لأى من المطالب السابقة، عن طريق ضخ كميات الدقيق المقررة وصرفها بأى طريقة كانت، سواء عن طريق فتح مستودع أو فتح فرع لـ"جمعيتى"، حتى يستطيع أهالى القرية من الحصول على الدقيق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى هددت فيه نساء القرية من التصعيد، نتيجة عدم الاستجابة لمطالبهم، وقالت "شيماء محمود جاد"، إن نساء القرية اتفقن على التجمهر أمام حى الوراق حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، خاصة أنهن الأكثر عناء فى الحصول على الدقيق، مبينة أن بعض نساء القرية يضطررن للذهاب إلى بلدات أخرى تبعد عشرات الكيلو متر من أجل الحصول على جوال دقيق، وهو ما يتسبب فى معانة شديدة لهن، مطالبة المسئولين بالتدخل لحل الأزمة بشكل سريع.
من جانبه أكد هشام كامل مدير مديرية التموين بالجيزة، أنه سيقدم مذكرة لوزير التموين حول الأزمة لحلها، وتوفير حصة الدقيق للمواطنين، حيث سيتم تحديد مستودع بالقرية لبدء صرف الحصة كاملة، بعد امتناع بقالى التموين من دفع التأمين الإجبارى.
وأضاف هشام كامل، لـ"انفراد"، أنه سيكلف مدير إدارة الوراق ببحث موقف المستودعات بقرية "طناش"، وتحديد مستودع لوضع حصة القرية حرصًا على مصلحة المواطنين.