أكد مرصد الإفتاء أصدر تنظيم "داعش" الإرهابي إصدارًا مرئيًّا جديدًا بعنوان "ولا تضروه شيئًا" يبعث برسالة أساسية مفادها أن ترك التنظيم والانقلاب عليه والفرار من المعارك هو ردة عن الإسلام ونقض للبيعة وخروج من الملة، مؤكدًا أن الانتكاسات التي يواجهها التنظيم في الوقت الحالي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبق للتنظيم أن واجه مثلها الكثير ونجح في التصدي لها والعبور منها.
وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن هذا الإصدار عن "ولاية الخير" التابعة للتنظيم يعكس حجم الهزيمة والانكسار والاستسلام التي يعيشها عناصر التنظيم، وفرار الكثير منهم من المعارك وإعلان الاستسلام أو التوبة وتسليم أنفسهم إلى السلطات والجهات الرسمية، ما استدعى أن ينتفش التنظيم عبر إصداره الأخير ليصور هذا الأمر وكأنه ردة بعد الإسلام، ونقض للبيعة وكفر بالله بعد الإيمان به، وهي أمور تكشف عن الخلل العقدي الواسع لدى التنظيم الذي يرى في نفسه مجسدًا للإسلام، من التزمه التزم الإسلام، ومن خالفه خالف الإسلام وكفر به، فيصل الخلط بين التنظيم والدين حد تطبيق الآية الكريمة على نفسه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة 54).
وبيَّن المرصد أن الإصدار الأخير حمل العديد من الرسائل والدلالات الهامة التي ينبغي التنبه لها، أهمها:
- أن القوة الإعلامية لتنظيم "داعش" ما زالت قادرة على تقديم المواد المصورة بشكل قوي وذلك بالرغم من الهزائم الواسعة والانحسار الكبير للتنظيم في معاقله القديمة
- تأكيد التنظيم في الإصدار المرئي أن هذه الخسائر التي يتعرض لها التنظيم لم تكن الأولى، وعناصر التنظيم ومقاتليه قادرون على تخطي تلك الصعاب
- تأكيد التنظيم على أن الهزائم هي نوع من ابتلاء التمحيص وتنقية صفوف التنظيم وتنقيحها من العناصر الضعيفة والمثبطة
- يسعى الفيديو إلى التأكيد على أن التنظيم ما زال قادرًا على شن الهجمات وقتل المدنيين والسيطرة على الأرض، وذلك من خلال تقديم بعض اللقطات لمواجهات عسكرية واستهداف لبعض المركبات وقتل من فيها.
- تكرر في الفيديو عرض لصور ومشاهد الألفة والتقارب والمحبة بين العناصر الداعشية بشكل لافت ما يثير التساؤل حول مغزى هذا العرض المتكرر وغير المبرر سوى أن التنظيم يواجه خلافات وشقاقات حادة بين عناصره ويسعى إلى رأبها وإنكار وجودها.
- التنظيم عرض لمشاهد وحشية لعمليات القتل والذبح التي لا يعرف توقيتها على وجه الدقة، غير أن عرضها بشكل صريح يؤكد أن التنظيم يهدف إلى بث الرعب والخوف في صفوف أعدائه بعد الهزائم المتكررة له في مختلف مناطقه.
- مشاهدة الإصدار المرئي تكشف عن قلة في أعداد التنظيم وعدم وجود عناصر أجنبية بكثرة كما هو الحال في الإصدارات السابقة لولاية الخير، ما يشير صراحة إلى تقلص أعداد التنظيم وهروب الكثير من المقاتلين الأجانب من صفوفه.