أصدرت الطريقة الخلوتية الحسانية، بيانا صحفيًا أكدت فيه أنها لم تتقدم بطلب اعتماد من المجلس الأعلى الطرق الصوفية، موضحة أنها واحدة من الطرق الصوفية التى تقوم على الكتاب والسنة، وجميع شيوخها من علماء الأزهر الشريف، وهو شرط فيمن تسند إليه مهمة التربية الروحية فى هذه الطريقة.
الطريقة الخلوتية دخلت مصر منذ قدوم الشيخ محمد بن أحمد كريم الدين الخلوتى (ت: 986هـ) وهى طريقة صوفية سُنِّيةٌ، بُنيت على صريح القرآن، وواضح السنة، وتتسم بالسير وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، ومتحلية فى ذلك بسيرة النبى صلى الله عليه وسلم وتعاليمه، وما وصلنا من آداب الصحابة، وصالح التابعين وتابعيهم، وما أصَّلَه الإمام الجنيد ومن بعده من أئمة التصوف العظام، كالإمام شيخ الإسلام محمد الحفنى (ت. 1181هـ) والشيخ أحمد بن أحمد الدردير (ت: 1201هـ) صاحب المؤلفات الفقهية التى لا زالت تدرس حتى اليوم بكلية الشريعة بجامعة الأزهر وبالأخص كتابه الشرح الكبير على مختصر خليل، وكذلك كتابه الشرح الصغير الذى يدرس بالمرحلة الثانوية الأزهرية، ومنهم أيضًا الشيخ الصَّاوى (ت. 1241هـ) الذى تدرس مؤلفاته وحواشيه فى الأزهر حتى يوم الناس هذا.
وتابع البيان: نظرًا لما أُثير فى بعض وسائل الإعلام من معلوماتٍ مغلوطةٍ حول الطريقة، فإننا نود أن نُسلط الضوء على الحقائق التالية:
1. أَسَّسَ الطريقة الخلوتية الحسانية الشيخ الطيب الحسانى جدُّنا الأكبر ثم تناوب على مشيختها أبناؤه، علماء الأزهر الشريف، وكان منهم والدنا رحمه الله تعالى.
2. الطريقة الخلوتية الحسانية من أصولها وقواعدها أن التصوف الحقيقى يقوم على الزهد فى كل ما هو شكلى ومظهري، ولا يتعلق بالجوهر والحقيقة، مع البعد عن التهافت على متاع الحياة الدنيا وزينتها، ولم يحدث فى تاريخ الطريقة أن انتمى أى شيخ من شيوخها إلى أى تجمع أو مجالس أو اتحادات صوفية فى الداخل أو فى الخارج، تمسكًا بقواعدها التى قعَّدها شيوخها الكبار، وعلى هذا فما قيل من أن الطريقة تقدمت بطلب انضمام لمشيخة الطرق الصوفية هو محض كذب وافتراء على أصول الطريقة وقواعدها.
3. أما ما أثير من جدل حول تولى شيخ الأزهر مشيخة الطريقة فإننا ننفى ذلك تمامًا ونكذبه، فلم يتولَّ شيخ الأزهر مشيخة الطريقة، ولم يكن لشقيقنا شيخ الأزهر أى مسئولية عن الطريقة، التى كلفنا بها والدنا الشيخ محمد أحمد الطيب رضى الله عنه قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى، والمسئولية فى الطريقة الخلوتية تكليف ومشقة وخدمة، وليست مكسبًا ولا مظهرًا ولا تشريفًا.
4. نشدد على أن الطريقة ليس لها أى علاقة رسمية من قريب ولا بعيد بالأزهر الشريف وقياداته سوى أن مؤسسيها وشيوخها كانوا –ولا يزالون- من علماء الأزهر الشريف، ونحن على دربهم نسير فى انتمائنا للأزهر دون أن ينتمى إلينا الأزهر.
5. نؤكد فى النهاية على أن التصوف يهدف إلى تكوين علاقة قوية بالله ويرفض كل ما يرسخ حب الدنيا فى القلوب التى من أعظمها طلب الرئاسة والمشيخة وكل عرض زائل وإنما يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.