40 عاما عاشها "عم أحمد" أقدم قهوجى بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، فى العمل بالمقاهى، ولم يفكر أن يفتح مقهى خاص به، كان يعمل فى الصباح موظفا بجامعة الزقازيق، وفى المساء قهوجى، لكى ينفق على أسرته.
"انفراد" التقى بـ"عم أحمد"، وقال إنه يعمل فى اليوم لمدة 9 ساعات متواصلة وفى المساء يحصل على أجره اليومى، مؤمنا بمبدأ أى عمل شريف يرفع من قدر صاحبه ولا يهينه.
وأوضح أحمد عبد الحميد إبراهيم 72 سنة، من إحدى قرى مركز الزقازيق، ويعمل قهوجى، إنه حصل على تعليم متوسط، بسبب عدم قدرة أسرته على تكاليف دراسته فى الثانوية العامة، وبعدها تزوج والتحق للعمل بأحدى الوظائف الإدارية بجامعة الزقازيق، وقرر ألا يعتمد على أحد فى حياته بعد أن أصبح لديه أسرة، وقرر أن يبحث عن عمل يساعده على تحسين أحوال معيشته.
وأضاف "عم أحمد"، أنه لم يجد غير العمل فى مقهى بالزقازيق، ولم يخف على أحد طبيعة عمله، كموظف فى الجامعة، ومن هنا بدأت رحلته فى الكفاح لكى ينفق على أبناءه الثلاثة ويلتحقوا بالتعليم.
وسرد أقدم قهوجى فى الزقازيق، كيفية تعامله مع الزئابن طوال رحلته فى العمل التى وصلت إلى 40 سنة، وإنه تم إحالته للمعاش من عمله لبلوغه سن المعاش، ولكنه لم يترك عمله فى المقهى، الذى ارتبط به وأصبح جزء منه، وأنه وفى طريقه لتوصيل المشروبات للزبائن بالمنطقة والأسواق، يمزح معهم ويحبوه كثرا وعند نشوب أى مشاجرة بين بعض الزبائن يتدخل ويحلها ويتم الاستجابة له، لما يحظى به من محبة الجميع.
رغم كل ذلك وخبرته الكبيرة، لم يفتح "عم أحمد" مشروعا خاص به لكى يتكسب منه ويكون خاص به، قائلا: "الستر والصحة أهم شيئ، وأن كان مكتفى بسداد قيمة إيجار المسكن والإنفاق على أبناءه وتوفير حياة كريمة، كان عنده أهم شيئ، ولم يفكر يوما ما فى فتح مقهى خاص به، بالرغم من كونه فى فترة عمله يكون المسئول الأول عن المقهى وإدراتها وعمل المشروبات وتوصيلها للزبائن، ودائما معتز ومفتخرا بعمله لأنه عمل شريف".
وعن مقاهى زمان، أكد العم أحمد، على أن مقاهى قديما كانت المكان الذى يجتمع فيه النخبة والمثقفين للحديث فى أمور المجتمع وليس كل من يجلس على المقهى شخص عاطل بل البعض يتخذها وقت لتفريغ الشحنة السلبية التى يتعرض لها خلال عمله ويقضى وقت ممتع مع أصحابه.