صور.. انفراد يكشف النعوش العائمة بنيل بنى سويف تهدد حياة الأهالى

60 دقيقة قضتها انفراد ، ما بين الانتظار والعبور إلى الضفة الغربية من النيل ، عبر نعش عائم أطلق عليه الأهالى معدية نيلية تفتقد لأدنى أنواع السلامة المهنية، يستخدمها أهالى المحافظة داخل 5 مراكز إدارية للعبور بين ضفتى النيل يومياً . عبر طريق رملى ملىء بحبيبات زلط كفيلة بالقضاء على أفضل أنواع إطارات السيارات اتخذ محرر انفراد السيارة للوصول إلى الضفة الشرقية من النيل فى مكان تم تمهيده من قبل مواطنين لترسوا علية المعدية النيلية . فور وصولنا إلى المنطقة المخصصة لانتظار معدية النيل فى الجهة المقابلة لقرية الشراهنة التابعة لمركز الفشن جنوب بنى سويف، كانت المعدية الوحيدة فى طريقها بين أمواج النهر نحو الضفة الغربية محملة بالسيارات . ما هى إلا دقائق قليلة، واكتظت المنطقة بسيارات النقل المحملة بالرمال والزلط من المحاجر فى طريقها إلى مدينة الفشن، دراجات نارية غير مرخصة ولا تحمل لوحات معدنية كذلك تروسيكلات وتكاتك تحمل مواطنين ينتظرون المعدية للعبور إلى الضفة الغربية. وسط اكتظاظ السيارات كان يقبع الحاج محروس عبدالحميد محمد – 65 عاما داخل احدى السيارات الأجرة واضعا رأسه على أرجل نجله عبدالحميد منتظراً المعدية ليلحق بميعاد طبيب الباطنة الذى قام نجله بالحجز عنده لإجراء الكشف عليه بعد ليلة عصيبة من الألم فشل أولاده فى إيجاد طريقة لنقلة إلى مدينة الفشن واكتفى بأخذ سرنجة من المسكن الذى أعطاه طبيب الصيدلية الوحيدة الموجودة بقرية بنى عقبة شرق النيل. خاف الابن رؤية أصحاب المعدية وهو يتحدث إلينا واكتفى بسرد معاناة أهالى شرق النيل فى الوصول إلى الضفة الغربية عبر تلك المعديات المتهالكة فى ظل تعطل معدية مجلس المدينة التى أكلتها أشعة الشمس بالقرب من تلك المعدية بحجة تعطلها. وتابع عبدالحميد " اللى أنت شايفه ده حاجة بسيطة من اللى بنشوفه كل يوم المعدية قديمة ومفيش طريقة تانية نعدى بيها النيل إلا دى وناس كتير بتموت علشان مش بتلاقى طبيب فى قرى شرق النيل الاطباء بيهربوا منها. بجوار سيارة المريض الحاج محروس كان يجلس عبدالمنعم محمود 61 سنة داخل التروسيكل الذى استأجره من قرية دير الحديد لينقله من منزلة بالمنطقة الجبلية بتلك القرية إلى مدينة الفشن اقتربنا منه حيث كانت تظهر علية علامات التوتر ليروى قصته ، قائلا: " مستنى المعدية عايز الحق اصرف معاش تكافل وكرامة من مكتب بريد الفشن الكهرباء ، الفيزا مش شغالة على مكنة مكتب البريد فى قرية الحيبة والموظف قالى لازم تروح مكتب البريد والشؤون الاجتماعية فى الفشن، ربنا يسهل والحق التروسيكل هياخذ منى 50 جنيها رابح جاى وأنا رجل عجوز معنديش مصدر رزق الا المعاش ". فجأة تركنا سائق التروسيكل ليحاول إيجاد مكان فى المعدية النيلية التى كانت قاب قوسين او ادنى من الوصول إلى الضفة الشرقية من النيل .. اتجهنا بالقرب من المعدية لنجدها ترسوا على الضفة الشرقية دون إغلاق للباب لتصبح السيارات المحملة داخل المعدية قريبة إلى السقوط فى المياه . السيارات والدراجات النارية لا ينتظرون أصحابها وقوف المعدية بل يتم الخروج أبان وصول الباب إلى الشاطئ لتخرج السيارات بسرعة نحو الطريق الممهد نحو قرى شرق النيل . وهنا تبدأ رحلة السيارات التى انتظرت لأكثر من ثلث الساعة فى إيجاد مكان لها داخل المعدية ليقوم العاملين على المعدية بتكديس الدراجات النارية والسيارات الصغير فى الجانبين ليضع صاحب المعدية سيارتين او ثلاثة نقل فى منتصف المعدية . هنا تحدث أحمد عبدالمجيد سائق سيارة نقل محملة بالزلط فى طريقة لمدينة الفشن ليعرض لنا التعريفة التى قررها أصحاب المعدية وهى 59 جنيها للسيارة النقل ، 5 جنيها 15 جنيها للسيارة الملاكى والأجرة ، 10 جنيهات للتروسيكل ، 5 جنيهات للتوك توك ، و3 جنيهات للدراجات النارية وجنيه للفرد . ومع تحرك المعدية رصدت كاميرا انفراد عدم غلق أبوابها وتهالك جسم المعدية ، بالإضافة إلى عدم وجود طفايات حريق ليظل الجميع فى حالة رعب طيلة العشر دقائق المدة الزمنية التى استغرقتها المعدية للوصول إلى الضفة الغربية . من جانبه، أكد النائب جمال هندى عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الفشن ، أنه تقدم بطلب لوزير النقل للموافقة على إنشاء كوبرى على النيل بمدينة الفشن لحل أزمة العبور بين ضفتى النهر ليخدم مراكز الفشن وببا وسمسطا ، مشيراً إلى أن لجنة قامت بمعاينة الموقع . من جانبه، أكد محافظ بنى سويف المهندس شريف حبيب، أنه كلف لجان متخصصة بمراجعة كل المعديات سواء الحكومية أو الأهالى والتى تنقل المواطنين على جانبى النيل من حيث التراخيض وصلاحيتها الفنية، مشيراً إلى وجود حملات مستمرة على المعديات النيلية.