تنظم كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، والمعهد الإيطالى للآثار، والمركز الإيطالى للترميم والآثار؛ ملتقى شباب الباحثين الدولى الأول تحت عنوان "التراث الحضارى ومستقبل السياحة فى مصر"، وذلك اليوم الخميس 12 أبريل بمكتبة الإسكندرية.
ويأتى ملتقى شباب الباحثين الدولى الأول تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، و الدكتور محمد حسن القناوى رئيس جامعة المنصورة، وريادة الأستاذ الدكتور أشرف محمد سويلم نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وتضم الجلسة العامة للملتقى محاضرة لمديرة المعهد الإيطالى للآثار عن دور المعهد فى حماية التراث، وكذلك محاضرة لمدير المركز الإيطالى للترميم والآثار عن أعمال الترميم التى ساهم فيها المركز، ويلى ذلك جلسات علمية متخصصة يتم خلالها عرض مجموعة من الأوراق البحثية المتميزة فى مجال التراث والسياحة.
على جانب آخر، وجه الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، الدعوة إلى الكاتب الصحفى الفرنسى المعروف روبير سوليه Robert Sole كضيف شرف ومتحدث رئيس فى أول ندوة ثقافية يستضيفها "مجلس الطهطاوي" الذى تطلقه المكتبة مساء 16 ابريل 2018.
يشارك فى الندوة الكاتب الصحفى شريف الشوباشي، و الدكتورة رشيدة الديواني؛ أستاذة الأدب الفرنسى بجامعة الإسكندرية، و الدكتورة نادية عارف؛ أستاذة الأدب الفرنسى والترجمة بجامعة فاروس.
ويعد افتتاح ذلك الملتقى الثقافى الجديد إضافة قيمة تأتى فى سياق الرسالة التنويرية التى تضطلع بها المكتبة كمؤسسة ثقافية رائدة تسهم بكل عزم ودأب فى جهود الدفع بحركة الانفتاح الثقافى والنهضة الفكرية والارتقاء الحضارى على المستويين الوطنى والإقليمى.
وحرص الدكتور مصطفى الفقى على دعوة روبير سوليه الكاتب الصحفى الفرنسي، المصرى المولد والنشأة، للمشاركة فى أول ندوة يفتتح بها المجلس أعماله، حيث ستكرس لمناقشة مؤلفه الأخير الذى تناول فيه حياة العلّامة المصرى الإمام رفاعه الطهطاوى (1801-1874م)، وإسهاماته الغزيرة علماً وفكراً "ألفى عمل فى أقل من 40 سنة"، فضلاً عن جهده غير المسبوق فى نقل أمهات الفكر الغربى ومآثره إلى وعاء الفكر المصرى والعربى عبر حركة هائلة من التعريب والترجمة، كانت لها أبلغ الأثر فى إطلاق فكر التنوير والتحديث فى مصر القرن التاسع عشر.
ومن المتوقع أن يحتل مؤلف "الطهطاوي" الأشهر "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز" مساحة واسعة من النقاش، وهو المؤلف الذى ضمّنَه وصفاً تفصيلياً دقيقاً للمجتمع الفرنسى وقتذاك فى جوانب شتى إبّان فترة استقراره فى باريس (1826-1831م)، كإمام أزهرى مرافق لأولى البعثات الدراسية التى أوفدها الوالى محمد على إلى باريس، والتى لم يلبث أن انضم الإمام الطهطاوى إلى عضويتها كدارس أسوة بسائر أعضاء البعثة.
وليس من شك أن هذا المؤَلف يُعد علامة وضّاءة فى تطور الفكر المصرى الحديث، حيث كان بمثابة أول دعوة يوجهها عالم مصرى أزهرى إلى المجتمع المصرى وقتئذ للإطلالة على مسار الحياة اليومية فى "باريس" كنموذج للعالم الغربى الذى لم يكن مألوفا بالنسبة للشق الغالب من المصريين، وذلك بغية الحث على انتقاء أهم خصائص التقدم والرقى الأكثر اتساقاً مع المحيط القيمى السائد فى مصر فى تلك الحقبة التاريخية، من أجل النهوض بالمجتمع المصرى ودفعه نحو انطلاقة حضارية واعية على دروب التنوير والتحديث.
وكان من الطبيعى أن يفضى التواصل المستمر بين الشيخ الطهطاوى وبين المجتمع الفرنسي، بمفكريه ومثقفيه، إلى صياغة أولى الوشائج الثقافية التى جمعت بين مصر وفرنسا على مدى عقود طويلة فى حوار تنويرى خلاق تظل أصداؤه تتردد حتى يومنا هذا. كما يُعزى إلى مفكرنا الكبير بناء أول صرح تعليمى للغات الأجنبية والترجمة فى مصر والذى تجسد فى افتتاحه لأول مدرسة للألسن فى البلاد عام 1835م، بغية تنشئة أجيال جديدة من الشباب المتعلم الضالع فى الآداب العربية والأجنبية، لاسيما الفرنسية، من أجل ترجمة الإبداعات الثقافية والفكرية فى نتاج الحضارتين العربية والغربية، اضطلاعاً بدور حلقة الوصل بينهما.
فإن اللقاءات الفكرية ربع السنوية التى سيستضيفها "مجلس الطهطاوي" ويشارك فيها مثقفون ومفكرون وأكاديميون مصريون وأجانب، سوف يدور محورها حول أهم المؤلفات التى تتمازج فيها الحضارتان العربية والغربية بكل ما يشتمل عليه ذلك من أوجه تلاق واختلاف تأكيدًا لمقومات الهوية وانفتاحًا على الثقافات المختلفة.