حظيت أفلام جاب من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، باهتمام متابعى السينما والقضايا العربية، حيث ركزت الأفلام على قضايا اللاجئين السوريين والفلسطينيين فى أوروبا، والحرب فى سوريا.
بدأت الأفلام بعرض فيلم " فى اتجاه القبلة " حيث يناقش مخرج سويسرى حياة اللاجى بعدما اخبرته إدارة المستشفى التى تعالج فيه زوجته من مرض السرطان بأن المرض وصل إلى مرحلته النهائية ولم يمر وقت قليل حتى تتوفى الزوجة وتتركه مع ابنتين، فريد يرغب فى دفن زوجته وفقا للدين الإسلامى ولكن المشاكل تتطور بسرعة.
حبكة الفيلم فى صديق سويسرى يساعد العائلة المسلمة وتوسط لدى المجلس البلدى لتحمل كلفة علاج الزوجة ومصاريف الجنازة ولكن طريقة الدفن لا تناسب عقيدة فريد، وإمكانية تخصيص قبر جماعى للأسرة بعد 25 عاما تنق إليه رفاته الزوجة حينها وهو ما يرفضه فريد لأن قبر المسلمين دائم لا يجوز نقله، ويلجأ إلى قرار إرسال جثمان زوجته إلى درعا حيث تتولى أسرته الدفن هناك.
ولكن حوار بين فريد وصديقه السويسرى "أورى" يتضح من خلاله مخاوف فريد أن تدفن زوجته بعيدا عنه، أيضا أن لاتدفن طبقا للدين الإسلامى، ويرسل تابوتا فارغا إلى سوريا ويدفن زوجته فى منطقة بعيدة فى الغابات، وينتهى الفيلم بسؤال " أورى " لفريد، ماذا يحدث إذن إذا اضطررت للرحيل عن سويسرا أنت وأبنتيك، ورد فريد وقتها تستطيع زوجتى البقاء هنا وتدخل الجنة فى قبرها الدائم.
الفيلم الثانى هو " العبور" وهو فيلم فلسطينى يحكى عن شادى ومريام شابين متحمسين لزيارة جدهم المريض على الجانب الأخر من الجدار العازل الإسرائيلى، يصل أخوهم الأكبر على عجل يقدم أوراق تسمح لهم بعبور الجدار ولكن التصريح ليس كل شيء.
فموظف الجدار يرفض عبور كل من يقف أمام الحاجز الأمنى فيضطر الأخ الأكبر إلى أن يخبره بأن الجد قد مات وهم مضطرون للذهاب لحضور الجنازة وقتها يسمح لهم بالمرور.
وفى السيارة يضحك الأخ الأصغر شادى ويحكى الموقف لابن خالته وكأنه مزحة ولكن صمتهم ونظرته الحزينة تجبره على السكوت لأن الجد كان قد توفى بالفعل.
مخرج الفيلم أمين نايفة، قال فى ندوة عقب العرض، الموقف الأساسى للفيلم حقيقى، وكان هو الشقيق المازح فلم يكن يعرف بخر وفاة جده إلا فى هذا الموقف ولذلك وضع إهداء الفيلم لذكرى جده.
وأضاف نايفة وهو مخرج فلسطينى ولد، " الفيلم كان تقديم بسيط لفيلم روائى طويل أوضاع الفلسطينين ومئات الحكايات عن جدار العزل العنصرى، ولكنه أنتج فيلما قصيرا كجزء تشويقى للفيلم الأساسى”.
وقال" إنه لجأ إلى تصوير مقاطع بمعابر الجدار العازل على الطبيعة وتعرض لملاحقات من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلى، ولذلك بدأ التصوير على يومين وأقام ديكورا داخليا لمشهد الموظف على الشباك ".
أكثر أفلام السبت إثارة للشجن كان فيلم " يوم فى حلب" وهو تسجيلى قصير عن قصة قنابل تتساقط على مدينة حلب السورية تصور الكاميرا من أعلى وبدون كلمات الأطلال والبشر الذى يكافحون للبقاء على قيد الحياة،عندما قطعت روسيا إمدادات الطعام والدواء توافرت كل الأسباب للموت، لكن تلاحم السوريين ومقاومتهم يبنيان لوحة من الأمل.
الفيلم استمر بدون حوار مكتوب بمجرد لقطات سينمائية متنقلة بين الأحداث ومواقع سقوط القنابل، وانتهى بجملة رسالة من حلب تقول" الشيء الوحيد الذى يشعرنى بأنى على قيد الحياة.. هو أحساسى بالخوف".
فيلم آخر تناول أوضاع اللاجئين هو " رجل يغرق " عن شاب فلسطينى وحيدا وبعيدا عن منزله يشق طريقه فى مدينة غريبة باحثا عن سبل العيش مجبرا عى تقديم تنازلات للوحوش التى تعيش حوله.