"كان يعانى فقط من مشكلات فى السمع، ولم نكن نعرف أن الاستجابة لكلام طبيب، سيجعله بين الحياة والموت راقدا دون حراك على سرير بالعناية المركزة، هكذا تحدث جد الطفل "بيير زكريا" لـ"انفراد" بعدما أصبحت زياراته اليومية لابن نجله داخل العناية المركزة، تبكيه ليل ونهار.
وقال نقراشى، جد الطفل، إن البداية كانت بشعور والدة الطفل بأن ابنها الصغير يعانى من مشاكل فى السماع، وقررت الذهاب به لأحد الأطباء المتخصصين فى الأنف والأذن والحنجرة، والذى أكد لها على أن المشكلة فى تضخم "اللحمية"لدى الطفل، وهى التى تسبب له مشكلة فى الأذن ولا يستطيع بسببها السماع جيدا، وأشار عليها بضرورة إجراء عملية جراحية، لإزالتها.
وقال النقراشى: "اقترح الطبيب علينا أن يقوم بإجراء العملية فى إحدى المستشفيات الخاصة بمنطقة زيزينيا، وذهبنا جميعا معه يوم 17 فبراير 2018 لإجراء عملية استئصال لحمية، وكنا نلعب مع بيير قبل دخوله غرفة العمليات بنصف ساعة، وكان يقفز على السرير ويلعب، دون أن يدرك مصيره الذى سيذهب إليه بعد دقائق".
ويكمل جد الطفل:" بعد أقل من نصف الساعة، أخرجته الممرضة من حجرة العمليات، وهى تحمله على ذراعها، دون أى حركة، وعندما سألناها قالت إنه سيفيق بعد دقائق، حاولنا إفاقته دون فائدة، وتحول لونه إلى الأزرق، ثم عادت الممرضة بعد بضع دقائق لتأخذه من الحجرة وقالت إن تحوله إلى اللون الأزرق، ليس بأمر طبيعى وأخذته مرة أخرى إلى غرفة العمليات، وبعد فترة من رجوعه لغرفة العمليات، أدخلوه العناية المركزة، وقد أكد طبيب العناية، على أن مشكلة حدثت فى التخدير وأنه لم يتم إفاقة الطفل وسيظل تحت الأجهزة لحين اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة".
واستطرد جد الطفل ضحية الإهمال الطبى: "استمر بيير فى العناية المركزة لمدة 8 أيام، ونحن ندفع مبالغ مالية كثيرة عن كل يوم إقامة له، حتى تم إخراجه بدعوى أن المستشفى غير متخصصة فى رعاية الأطفال، وتحويله إلى مستشفى الإسكندرية لطب الأطفال "الوطنية" لوجود عناية أطفال حسب رأى المستشفى".
وتابع نقراشى فوزى: "لا يزال حفيدى فى العناية المركزة ونتيجة للإهمال الشديد، وسوء تركيب أنبوبة الأكسجين فى المستشفى الخاصة، وأدى ذلك إلى حدوث التهابات وتورمات شديدة بالحلق والحنجرة، مما أدى إلى عمل شق حنجرى، وأيضا تم تركيب أنبوبة معدة بسبب فقدانه للوعى".
وقال جد الطفل: "قمنا بعمل أشعة رنين مغناطيسى، أكدت على أن الطفل حدث له تلف مدمر بأجزاء كبيرة من المخ كرد فعل لنقص الأكسجين لفترة طويلة، وسبب كل هذا أن الطفل لم تتم إفاقته فانقطع نفسه، مما أدى إلى نقص الأكسجين وتوقف عضلة القلب لمدة تتراوح من 20 إلى 25 دقيقة ومن ثم تلف أجزاء كبيرة من المخ".
ويضيف نقراشى: "كل ماحدث ولم يكن العلاج مجانى، فدفعنا فى المستشفى 32 ألف جنيه، قيمة بقاؤه فى غرفة العناية المركزة لمدة أسبوع، خلافا لثمن العملى، ووصلت قيمة مصاريف العلاج والعمليات الأخرى حتى الآن 280 ألف جنيه، وما زال حفيدى فى العناية المركزة فى حالة يرثى لها، فاقد للوعى وغير قادر على الحركة ولا التكلم ولا النظر أو السمع، وأكد الأطباء أن حالته فى يدى الله -عز وجل- ولا نستطيع توقع النتائج لأن الحالة شديدة الحرج، وبذلك تم تدمير حياة حفيدى ذو الأربع سنوات وتم تدمير حياة أسرتى كاملة".
واستكمل جد الطفل ضحية الإهمال الطبى حديثه: "توجهنا إلى النيابة العامة، وحررنا المحضر رقم 45 أحوال قسم الرمل، والتى بدأت التحقيق فى الواقعة، بعد اتهام مدير المستشفى، والطبيب المعالج وطبيب التخدير، والتى أصدرت قرارها بتشكيل لجنة من الطب للوقوف على حقيقة الواقعة، والمتسبب فيها."
ا
الطفل يرقد بين الحياة والموت
الطفل قبل العملية