ظل إنشاء مستشفى للطوارئ بمحافظة دمياط حلما لسنوات طويلة من أجل توفير خدمة الطوارئ للمواطنين وبخاصة المصابين فى الحوادث وإصابات الأطراف التى تنتشر فى المحافظة نظرا لطبيعة حرفة الأثاث وتعامل الصنايعية مع الآلات والمعدات الخطرة.
وفى مايو الماضى تحول الحلم إلى حقيقة عقب افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمستشفى طوارئ كفر سعد والتى استغرق أعمال إنشائها وتحويلها إلى مستشفى طوارئ سوى عام فقط.
وتسبب سوء إدارة مديرية الصحة بدمياط للمستشفى فى تردى أحوالها وخاصة بعد القرارات المتضاربة بتعيين 4 مديرين لها فى غضون 10 أشهر ما تسبب فى تخبط إدارى تسبب فى سوء الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين.
وكان الدكتور رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة بدمياط قد قام بتكليف 4 أطباء لإدارة المستشفى بداية من الدكتور ياسر مأمون ثم الدكتور السيد صيام ثم الدكتور طارق رخا وأخيرا الأسبوع الماضى تكليف الدكتور محمد العصفورى لإدارة المستشفى على الرغم من أنه طبيب أسنان وهو القرار الذى قوبل بانتقادات عديدة.
وتعرضت المستشفى لأزمة كبيرة عقب ضبط طبيب مزيف انتحل صفة أخصائى عظام وقام بإجراء 3 عمليات جراحية وشارك فى 7 آخرين وتم إحالة القضية للنيابة العامة بدمياط التى أمرت بحبسه وإحالته للمحاكمة الجنائية.
يقول محمود طمان أحد أهالى مركز كفر سعد أن هناك حالة من السعادة ملأت أرجاء المحافظة عقب افتتاح المستشفى التى كنا فى أمس الحاجة إليها بسبب كثرة حوادث الطرق نتيجة وجود شبكة طرق سريعة وبخاصة الطريق الساحلى الدولى وكانت معظم الحالات تحول إلى مستشفى جامعة الأزهر ومستشفى طوارئ جامعة المنصورة.
مضيفا المستشفى خصصت لحالات الطوارئ ولكن فوجئ الأهالى أن أغلب الحالات المرضية والجراحات العادية تجرى بها بدءا من استئصال المرارة والزائدة وغيرها ما أفقد المستشفى وظيفتها.
ويشير محسن المغلاوى أحد المواطنين أن مديرية الصحة لما تتعاقد مع استشاريين على درجة عالية من الكفاءة موضحا أن معظم الاستشاريين والجراحين الذين تم التعاقد معهم لا يحضرون النبطشيات مؤكدا أن أغلب هؤلاء يعملون بمستشفى جامعة الأزهر بدمياط الجديدة، وهناك أكثر من حالة تم إحالتها لمستشفى جامعة الأزهر نظرا لعدم وجود جراح.
من جانبه قال الدكتور جمال الزينى وكيل مديرية الصحة السابق للطب العلاج أن المستشفى حتى الآن تتبع لمستشفى كفر سعد المركزى ولا يوجد لها هيكل إدارى فضلا عن أن المستشفى بالدرجة الأولى هى مستشفى طوارئ وللحالات الطارئة والحرجة فقط ولكن ما يحدث بها مخالف الغرض الذى أنشئت لأجله وبخاصة وان المستشفى أنشئت وفقا لأحدث المعايير التصميمية وكود المستشفيات ، بتكلفة تقدر بـ 30.3مليون جنيه، وشملت إعادة هيكلة جميع الأقسام بأحدث الأجهزة والمستلزمات، وتركيب شبكات غازات طبية وتكييف مركزى ونفذت إدارة الأشغال العسكرية أعمال تطوير المستشفى وتم تجهيزها مركزيا بأحدث تجهيزات مناقصة برلين عن طريق وزارة الصحة.
وتبلغ طاقة المستشفى 59 سريرا مقسمة إلى 38 سرير إقامة بالقسم الداخلى و11 سرير عناية مركزة و10 سرير استقبال و2 غرفة عمليات كبرى بملحقاتها من التخدير والإفاقة ، بالإضافة لقسم متكامل للأشعة والمعمل والتعقيم والمغسلة، مؤكدا أن المستشفى خاصة الطوارئ والرعاية العاجلة والحرجة حوادث.
وأوضح الزينى أن المشكلة لا تقتصر على هذا التخبط الإدارى فقط ولكن المديرية نفسها تشهد حالة من التخبط بخلو منصب وكيل المديرية منذ أكتوبر الماضى كما أن وكيل وزارة الصحة الحالى انتهى مدة قراراه فى 24 أبريل الماضى وحتى الآن لم يصدر له قرار التجديد.