سوهاج واحدة من المحافظات التى تتعرض لكوارث طبيعية، خاصة جراء هطول الأمطار وتحولها فى بعض الأماكن إلى سيول تطيح بالمنازل والزراعات على حدا سواء، وهذا ما حدث العام الماضى بقرية الحاجر دائرة مركز شرطة ساقلتة شرقى المحافظة.
واستعدت المحافظة هذا العام لمواجهة السيول مبكرا من خلال الإعداد الجيد طبقا لتصريحات المسئولين التى تم إطلاقها مؤخرا والاجتماعات المتعددة على مستوى القيادات العليا برئاسة محافظ الإقليم الدكتور أيمن عبد المنعم وحضور اللواء عمر عبد العال مساعد الوزير مدير الأمن أو من خلال القيادات الوسطى من وكلاء الوزارة ورؤساء المدن والأحياء، والتى انتهت بالعديد من التوصيات والخطط والخطط البديلة.
وخريطة السيول على مستوى المحافظة تبدأ بقريتى حاجر مشطا، ونزلة عمارة بمركز طهطا شمال المحافظة، والجلاوية والحاجر بمركز ساقلتة، والسلامونى بمركز أخميم، وأولاد يحيى ونجع الدير بمركز دار السلام، والجامعة الجديدة بمدينة سوهاج الجديدة.
وتم رفعدرجة الاستعداد للدرجة القصوى بهذه المناطق نظرا لتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، ليس هذا فقط بل تم وضع كل الإمكانيات الموجودة من لوادر وكراكات وسيارات نقل وسيارات شفط وكسح بالقرب من تلك الأماكن، وذلك من أجل التحرك الفورى مع نزول أول قطرة من السيل من تلك المناطق الجبلية إلى المناطق السكنية.
الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج عقد اجتماعا بحضور اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، والعميد أ.ح محب حبشى مساعد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، والمحاسب كمال شلبى السكرتير العام المساعد للمحافظة، ولفيف من وكلاء الوزارات ومديرى الهيئات والمصالح الحكومية، ورؤساء الوحدات المحلية والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، للوقوف على درجة الاستعداد القصوى بجميع المديريات وقطاعات المرافق والخدمات والوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء والقرى، تحسبا لعدم الاستقرار فى الأحوال الجوية.
وكلف المحافظ رؤساء الوحدات المحلية بالمدن والأحياء، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى وشركة الكهرباء بتفعيل عمل غرف العمليات الفرعية والربط المستمر والتفاعل الفورى، وإبلاغ غرفة العمليات الرئيسية بديوان المحافظة وسرعة الاستجابة الفورية مع أى بلاغات.
وشدد عبد المنعم على أهمية مراجعة الطرق الرئيسية داخل وخارج المدن والتأكد من خلو مخرات السيول أى إشغالات، وذلك بالتنسيق بين مديرية الرى والوحدات المحلية، على أن تكون الكراكات ومعدات الرى موجودة بالقرب من مخرات السيول، بالإضافة إلى نظافة وجاهزية بالوعات تصريف الأمطار، وأنها تعمل بكفاءة عالية وتأمين محطات الرفع والمعالجة بالإمداد بالكهرباء من خلال مصادر بديلة، بالإضافة إلى التأكد من جاهزية المعدات والآلات وعربات الكسح وطلمبات الشفط بجميع المراكز والمدن والأحياء والقرى والحماية المدنية، بالإضافة إلى الاستفادة القصوى من إمكانيات المعدات بالقطاع الخاص وتأجيرها فى حالة الحاجة إليها.
وقال عبد المنعم إن جمعية الهلال الأحمر بسوهاج ستقوم بتجهيز 105 خيم كبيرة مجهزة، و600 مرتبة وبعض الأدوات والمسلتزمات الطبية، بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية، وذلك بالتنسيق مع التضامن الاجتماعى والتموين.
وأكد المحافظ على الإدارة العامة للمرور بضرورة عمل التحويلات المرورية اللازمة وفقا للخطة المسبقة والموضوعة لهذا الغرض، وأثناء الاضطرار إلى تحويلات بعض الطرق والشوارع والكبارى بسبب تجمعات الأمطار، وذلك فى إطار ما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية عن توقعات فى سوء الأحوال الجوية وتوقعات سقوط أمطار غزيرة على البلاد.
وناشد المحافظ المواطنين بعدم الاقتراب من أى مصدر من مصادر الكهرباء أعمدة الكهرباء والإنارة العامة المتواجدة بالشوارع والحدائق والنوادى والمناطق المتضررة لا قدر الله من سوء الأحوال الجوية، خاصة الموجودة بالقرب من أى تجمعات للمياه.
وأشار إلى ضرورة التواجد لجميع العناصر المعنية الصحة، الإسعاف، الحماية المدنية، الرى، شركة المياه، بالتعامل والتواصل مع غرفة العمليات بالمحافظة على مدار 24 ساعة لتلقى جميع البلاغات الخاصة بتجمعات مياه الأمطار، والمتابعة لحالة الشوارع المختلفة، ورصد أى حالات طارئة لسرعة التعامل معها.
ووجه المحافظ بضرورة وجود حصر شامل للأماكن التى تتراكم بها مياه الأمطار من خلال التنسيق بين جميع الجهات المعنية من مديرية الرى وشركة مياه الشرب على مستوى المحافظة، التأكد من تمركز سيارات الشفط والكسح ومعدات الصرف اللازمة بالشوارع الرئيسية والفرعية والميادين المختلفة، لمواجهة تراكم أى كميات مياه للأمطار والتدخل الفورى فى حالة حدوث أى مشكلة.
وكيل وزارة الرى بسوهاج المهندس صابر البركاوى أكد أن المديرية لم تتلق أى بلاغات حتى الآن بشأن سوء الأحوال الجوية، مشيرا إلى أن الأوضاع مستقرة فى محافظة سوهاج ولم يحدث سقوط أمطار أو وجود رياح أو أتربة، وإن المديرية قامت بتطهير 6 مخرات سيول بنجوع مازن بمركز دار السلام والكوثر والسلامونى، مؤكدا أنه تم تجهيز جميع المعدات الخاصة تحسبا للسيول من كراكات ولوادر وقلابات وتم تمركزهم فى مصرف أخميم البحرى.
وفى مدينة طهطا وتحديدا بمخرات السيول بنزلة عمارة تم بناء 5 سدود بالمنطقة، وتم عمل تشوينات رملية على حوافها للحد من انطلاق السيول عند نزولها من الجبل الغربى إلى قريتى الحاجر ونزلة عمارة قديما كان السدود عبارة عن عبارة رمال تكسوها الحجارة، أما السدود الجديدة فتم ترفيقها بشكل علمى للتماشى ما قوة السيول وتظل أكبر فترة ممكنة فى مواجهة قورة السيول والحد من خطورتها.
ومن جانبه قال عدلى أبو عقيل رئيس مركز ومدينة طهطا إن تجربة طهطا فى مواجهة السيول تجربة قوية، حيث تعرضت المنطقة لأكثر من واقعة وتم التعامل معها جيدا والخسائر كانت محدودة وهذه المرة تم الاستعداد للسيول مبكرا تم حشد كل قوى المركز من معدات مختلفة بجوار منطقة السيول بنزلة عمارة وتم عمل محاكاة بحضور المحافظ والقيادات الأمنية لمواجهة تلك الكوارث، وكانت تلك التجارب العملية ناجحة بنسبة 100%، وأننا مستعدون هذه المرة بشكل كاف فى مواجهة السيول.