تمثل أشجار النخيل المخزون الإستراتيجى لكافة الصناعات اليدوية الموجودة فى الصعيد وتحديدا بمحافظة قنا، فهى تمثل مصدر أرزاقهم فالنخيل يصنع من أغصانه وأوراقه كل شىء، بداية من الحبال والمقاطف التى تستخدمها ربات البيوت والفلاحين فى تجميع الحبوب والعديد من الاستخدامات الأخرى، ليظل النخيل لصناع تلك المنتجات مصدر خير ورزق يساعدهم فى حياتهم اليومية، فهم يمتلكون أعمال أخرى بجانب مهنهم اليدوية.
صناعة مقاطف النخيل والحبال تجدها تباع بصورة كبيرة بمنطقة الوكالة التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، فهى منطقة تشتهر فيها بيع المنتجات اليدوية، ويوجد بها منزل ال التهامى وهى عائله تشتهر بالعمل فى صناعة المقاطف والحبال والمكانس والكراسى المصنعة من النخيل، ليظل النخيل مهنة توارثها عن أجدادهم وآبائهم من سنوات كبيرة.
مهنة الصناعات اليدوية تعمل من مشتقات أشجار النخيل تواجهة خطر الانقراض خاصة مع انخفاض أعداد أشجار النخيل فى محافظة قنا، وعدم أتساع الرقعة الزراعية وقيام الأهالى بتقطيعها بسبب أعمال البناء التى أثرت بشكل كبير على تلك الصناعة.
محمد القوصى 40 سنة يقول أن صناعة مشتقات النخيل تمثل مهنة رئيسية فى منطقة الوكالة بمركز قوص بمحافظة قنا وعملية تصنيع حبال النخيل تبدأ بجنى "الكرنيف" من فلق شجرة النخيل وهى توجد فى رأس النخلة، وبعد ذلك يتم وضعه فى جراكن المياه، وتستمر لعدة أيام حتى تصبح مرن وبعدها يتم صنع الحبال لعرصها فى كافة الأسواق، فضلا أن تلك الحبال تمتاز بالقوة وتنافس الحبال البلاستيك القادمة من الصين.
مضيفا: "وهناك مرحلة تصنيع المقاطف من النخيل وهى الأكثر صعوبة فى عملية التصنيع اليدوية وتأتى عبر تجميع أغصان الجريد فهو المصدر الأول لخامات تصنيع المقاطف بتصميمات مختلفة، وتحتاج عملية التصنيع المقطف الواحد يوم أو أكثر نظرا لأنها يجب أن يصنع بطريقة حرفية يدوية.
وأشار لأن أغلب ربات البيوت تستخدم مقاطف النخيل فى عملية نقل الخبيز الخاصة بالعيش البلدى، وتخزينه داخل المقطف المصنع من جريد النخل فى المنزل خاصة أنه يمتاز بقوته وصلابته فى تحمل الوزن الثقيل كما أن يعيش لعدة سنوات ويستخدمه الفلاحين فى عملية جمع الحبوب أثناء حصد القمح وغيره من المنتجات الأخرى.
واختتم حديثه: "أن منتجات النخيل مستمرة فى الصعيد ولها طابع خاص عند الزبائن والصعايدة يقبلون على شراءها وتنافس المنتجات الصينية التى انتشرت فى الأسواق المصرية لكن نسبة الإقبال على المنتجات اليديوية لا يعرف قيمته غير الفلاحين الكبار والعجائز ممن يؤمنون بالصناعة اليدوية.