كشف مصدر أمنى أن حادث مقتل الأنبا أبيفانوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون، يرجع لخلافات سابقة، مضيفا أن 17 راهبا قاموا بتكوين جروب على تطبيق "الواتس أب" فيما بينهم للتخطيط للانشقاق على الدير لخلافات مع سياسة الكنيسة القبطية.
وقررت محكمة وادى النطرون الجزئية، تجديد حبس الراهب المجرد أشعياء المقارى، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون.
وكانت نيابة استئناف الإسكندرية، قررت حبس وائل سعد تواضروس، الراهب المجرد فى دير أبو مقار فى وادى النطرون، والمعروف باسم أشعياء المقارى، 4 أيام على ذمة التحقيقات فى اتهامه بقتل الأنبا أبيفانيوس، أمام قلايته الأسبوع الماضى، وقام المتهم بإعادة تمثيل الجريمة.
فيما قرر المستشار محمد مصطفى رئيس نيابة استئناف الإسكندرية، حبس المتهم الثانى الراهب فلتاؤس المقارى، المحجوز بمستشفى مايكل أنجلو بالزمالك، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعدما اعترف بالاشتراك مع آخرين فى قتل الأنبا بيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون.
وأكد مصدر أمنى أن النيابة واجهت فلتاؤس باعترافات الراهب أشعياء، حيث اعترف الأول بمشاركته فى عملية القتل مع آخرين، كما أوضح أنه قام بمحاولة الانتحار مرتين لخوفه من اكتشاف السلطات الأمنية لجريمته.
وكان فريق من النيابة العامة قد انتقل إلى المستشفى مكان احتجاز المتهم الثانى الراهب فلتاؤس المقارى، واسمه العلمانى ريمون رسمى منصور (33 سنة) لاستجوابه بعدما اعترف عليه الراهب المشلوح أشعياء المقارى، المحبوس أيضا أربعة أيام على ذمة التحقيقات بالاشتراك فى قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بالاشتراك مع آخرين.
فيما اعترف المتهم وائل سعد الذي ترهب بدير القديس مكاريوس بوادي النطرون سنة 2010 بإسم الراهب اشعياء المقاري، والذى تم تجريده من الرهبانية من قبل الكنيسة يوم الأحد 5 أغسطس وذلك بسبب سلوكياته التي شكلت تجاوزات خطيرة لقوانين الرهبنة والدير ووجهت النيابة العامة لوائل سعد تهم قتل الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادى النطرون.
كما اعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائى برئاسة اللواء خالد عبد الحميد وكيل مباحث الوزارة بجريمته وأرشد عن أداة الجريمة وهو "قضيب حديدي" تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، وتم استخدامه في عملية قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس.
وواصلت النيابة استكمال التحقيقات وسماع الشهود بعد تفريغ الكاميرات واستدعاء السائق الذي يعمل معه للاستماع لشهادته.
وكان فريق مكون من 60 محققا من جهات مختلفة من مباحث البحيرة بإشراف اللواء جمال الرشيدى وضباط الأمن العام والأمن الوطني والأمن القومي والنيابة العامة، شاركوا في التحقيق، وتم رفع الأدلة الجنائية وتحريز كاميرات المراقبة وتمشيط الدير ومحيطه للبحث عن أي أثر يصل للقاتل، وتفتيش بعض قلالي الرهبان، وتم غلق الدير ومنع دخول أو خروج أي شخص.
وبدأت المباحث الجنائية برئاسة اللواء محمد هندى تحرياتها داخل الدير وأكدت التحريات أن القاتل كان على دراية كاملة بمكان قلاية الأسقف وتوقيت خروجه والطريق الذى يسلكه إلى الكنيسة لحضور التسبحة.
واستمعت النيابة العامة لشهادات الرهبان وعمال الدير، والراهب أشعياء والذي سبق وحاول الأسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة، وكان دائم الإثارة للمشاكل، ومتمرد على حياته الرهبنية، وسبق أن صدر قرار له بالفعل فى فبراير الماضي بإبعاده عن الدير، ولكن تدخل الرهبان وقدموا إلتماسا لرئيس الدير والبابا، مع إلتماس الراهب وبكائه للأسقف، وكل ذلك ساهم فى إعطائه فرصة أخرى للتوبة، ولكن دون جدوى، حيث اعتاد الراهب الخروج من الدير دون إذن الأسقف.
وبدت أقوال الراهب أشعياء متناقضة، ولاسيما عن توقيت وجوده بالدير أثناء القتل، وقد رصدته كاميرا البوابة الرئيسة للدير مع راهب أخر وعلماني فى توقيت مخالف لما قاله في أقواله، بالتحفظ على تليفونه المحمول وتفريغ ما به وخاصة المكالمات القديمة، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب في مخالفات أخرى ولكن أخلى سبيله ليعود إلى الدير، وحاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيد حشري، فأسرع الأمن به لمستشفى دمنهور وتم انقاذه، وتم التحقيق معه في محاولة الانتحار، ليعود للدير في وقت متأخر.
وصدر قرار لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة وفى نفس اليوم 5 أغسطس وبعد تجريد الراهب تم اقتياده من قبل الأمن إلى مقر أمنى بدمنهور لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالأدلة، وأقوال الشهود، فلم يستطيع الصمود فى كذبه طويلا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته وأرشد عن آداة الجريمة، وبالفعل تم العثور على الأداة بناء على اعترافه وهي قضيب حديد مستطيل في مخزن الخردة بالدير.
وفى اليوم التالى حاول الراهب فلتاؤس، وهو ممن تم التحقيق معه، الانتحار بقطع شرايين يده وإلقاء نفسه من الطابق الرابع بالدير، وتم نقله لمستشفى الأنجلو أمريكان، حيث أصيب بكسور في الحوض والساق وبعض الفقرات، وانتقل فريق من نيابة وادي النطرون وتم الاستماع لأقوال الراهب بعد أن سمحت حالته الصحية بذلك ولم تكشف النيابة عن طبيعة أقواله، والراهب فلتاؤوس يبلغ من العمر 33 سنة وأصبح راهبا بالدير سنة 2010.
وعقب التوصل لقاتل الأسقف والعثور على أداة الجريمة غادر فريق البحث والتحقيق دير أبو مقار، وطالبت النيابة تقديم تحريات الشرطة حول الواقعة والتحرى حول آخرين ربما يكونوا على صلة بالجريمة وحتى الآن لم يتم توجيه أى اتهام لشخص آخر سوى المتهم وائل سعد، ومن المنتظر أن تعلن النيابة التفاصيل كاملة، بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية، وضم تحريات الشرطة والتأكد من عدم تورط آخرين فى الجريمة.
وكانت قد كشفت مصادر قضائية، عن انتقال فريق من النيابة العامة لنيابات جنوب دمنهور، برئاسة المستشار عمرو النبوي رئيس النيابة والمستشار أحمد ماهر وكيل النائب العام، والمستشار أحمد شبل وكيل النائب العام والمستشار محمد النجار وكيل النائب العام وبإشراف المستشار هاني ياسين رئيس النيابات الكلية بجنوب دمنهور والقائم بأعمال المحامى العام، لمستشفى أمريكان أنجلو بحي الزمالك بمحافظة القاهرة، للاستماع لأقوال الراهب فلتاؤس المقاري، في واقعة محاولته الانتحار بقطع شرايين يديه اليمني واليسري والقفز من أعلى مبني العيادات الطبية.
وأضافت المصادر انتهاء فريق من النيابة العامة من ضم 12 وكيلا للنيابة العامة التحقيق مع 145راهبا وأسقفا بدير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون، في واقعة مقتل الأنبا أبيفانوس رئيس الدير منذ أسبوعين، مشيرة إلى أنه تم التحفظ علي الكاميرات بالدير وجارٍ فحصها بمعرفة لجنة فنية متخصصة لتفريغ محتوياتها ومعرفة أسباب تعطل بعض الكاميرات داخل الدير.
وكانت قد قررت النيابة التحفظ على الراهب "أشعياء المقارى" 34 سنة على ذمة التحقيقات بعد محاولته الانتحار إثر قرار المجلس الكنسى والكنيسة من تجريدة من رهبنته وعودته لاسمه العلمانى وائل سعد تاودرس.
وقررت النيابة العامة، إحالته للطب الشرعى لبيان ما به من إصابات، حيث تبين وجود جروح قطعية وسحجات باليد اليسرى لبيان سببها، وتبين قيام الراهب المشلوح الانتحار بتناول مبيد حشرى فى محاولة منه للانتحار وسابقة إقدامه على ذلك وفشله قبل عرضه على الطب الشرعى مستخدما سكين وأحداث إصابته بجرح بالعنق من الخلف.