بدأت منذ قليل فعاليات "منتدى تحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الإستثمارية بين الدول العربية والصين" والذى تنظمه الأكاديمية العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
وعلى مدار يومين يشارك فى المنتدى نخبة من الخبراء الدوليين والإستشاريين ورجال الصناعة والتجارة والأعمال من مختلف الدول العربية، ودولة الصين وإيطاليا خلال يومى المنتدى، خلال جلسات لمناقشة مبادرة الصين تحت عنوان (حزام واحد - طريق واحد) والذى يضم ٦٧ دولة من مختلف أنحاء العالم.
وذلك بحضور الدكتور هشام عرفات - وزير النقل بجمهورية مصر العربية، ورئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء النقل العرب، وأحمد الوكيل - رئيس اتحاد غرف التجارة لدول البحر المتوسط - ورئيس اتحاد غرف التجارة الأفريقية.
ويأتى الملتقى مع تزايد التجارة الدولية والنمو الإقتصادى وسياسات التحرير التى إتبعتها العديد من الدول إلى زيادة حجم التجارة، والذى أدى إلى زيادة الطلب على احتياجات النقل والمناولة والتخزين إلى الطلب على حلول لوجستية متكاملة، ومن هذا المنطلق أعلنت الصين مبادرة طريق الحرير الجديد بهدف أساسى هو تحقيق التكامل الاقتصادى من خلال تعزيز الإتصالات وزيادة التجارة من خلال بناء ممر طريق الحرير البرى والبحرى الذى من شأنه أن يقلل من تكلفة النقل والإمداد ووقت الشحن العابر.
وعلى الصعيد العالمى، تعتبر الممرات الاقتصادية أكثر الأشكال شمولاً لربط البلدان بالتجارة والصناعة والإمكانيات الإستثمارية مع بعضها البعض، وعلى المدى الطويل توفر هذه الممرات وصولاً سريعاً إلى وحدات الإنتاج الصناعى وتخفيض تكاليف المعاملات التجارية، بما فى ذلك الخدمات اللوجستية، فمن المنظور اللوجستى ووجهات النظر التجارية، ترحب البلدان العربية بالمبادرة الصينية، ومع ذلك لكى تتوصل إلى كامل إستخدام إمكاناتها، ولا يزال هناك الكثير الذى يتعين القيام به لتيسير المعوقات عند الحدود، وأن تتعاون الحكومات وقطاع الأعمال فى العمل جنباً إلى جنب، مع تركيز السلطات على تبسيط شروط الجمارك والتنظيم والبنية التحتية.
وجديراً بالذكر أن الخبراء الدوليين أكدوا أن طريق الحرير سيجعل مصر مركزاً إستراتيجياً وإقتصادياً مهماً فى المنطقة، والعالم وسيفتح الطريق أمامها لشراكات وتحالفات إقتصادية مهمة تجعلها دولة محورية وفاعلة فى التجارة الدولية ومعبراً لمرور حركة التجارة من التنين الصينى لمختلف دول العالم، كما أوضحوا أن الطريق لن يؤثر على قناة السويس بل سيكمل دورها ويعظم الإستفادة منها، ويجعل محور إقليم قناة السويس مركزاً لوجيستياً للسفن والبضائع، كما سيزيد من عدد السفن المارة بالقناة ويحقق بالتالى إيرادات إضافية من رسوم مرورها، فضلاً عن أنه سيزيد من فرص العمل ويحقق التنمية الاقتصادية المرجوة.
يركز هذا المنتدى على جدول أعمال "الحزام والطريق" وكيفية استفادة الدول العربية من هذا الطريق، وذلك بمشاركة الاتحاد العربى لغرف الملاحة البحرية واتحاد الغرف التجارية المصرية والأوروبية، أما من الجانب الصينى فيشارك رؤساء شركات الأعمال الصينية وجامعة GMU الصينية وأيضاً السفارة الصينية بجمهورية مصر العربية، وذلك بالتعاون مع جمهورية إيطاليا، بطرح رؤيتها حول فوائد استخدام طريق الحرير، علماً بأن طريق الحرير البحرى ينتهى بجمهورية إيطاليان كما يشمل المنتدى مشاركة لفيف من ممثلى الحكومات والسلطات ورجال الأعمال والخبراء من مختلف دول العالم لمناقشة سبل الاستفادة من طريق الحرير البحرى والبرى، وأثر ذلك الطريق على أنماط التجارة الدولية وحركة النقل العالمية.
ويشمل المنتدى عدة جلسات على مدار يومى 17- 18 سبتمبر 2018، حيث يبدأ فى اليوم الأول بالجلسة الافتتاحية لكلمات السادة حضور المنتدى، ثم يليها جلستى عمل متتالية يترأسها الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية توضح من خلالها رؤية وزارة النقل المصرية لمبادرة الحزام والطريق، وذلك لمناقشة حركة التجارة البينية (الصينية -العربية) على البنية التحتية للنقل، ثم يليها مشاركة جمهورية باكستان لطرح رؤيتها نحو أثر طريق الحرير على حركة التجارة العالمية، ويختتم المنتدى فى اليوم الثانى بالوصول إلى مجموعة من التوصيات والنتائج التى ستقدمها اللجنة الفنية للنقل البحرى والبرى متعدد الوسائط تحت إشراف إدارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية.
ويهدف المنتدى إلى مناقشة سبل استفادة الدول العربية من مبادرة الصين فى مجالات النقل واللوجيستيات وسلاسل الإمداد، ويناقش رؤى بعض الدول العربية نحو مبادرة "الحزام والطريق" والتى تعرضها جمهورية مصر العربية من خلال وزارة النقل المصرية وخبراء فى مجال النقل من الأكاديمية العربية، والإشارة إلى دور طريق الحرير فى دعم العمليات التجارية، موضحين التوقعات المستقبلية للمبادرة الصينية ومساهمتها فى زيادة حجم النقل.
وفى نهاية الجلسات سيتم عقد جلسة نقاشية تحت عنوان "المنتدى الإقتصادى المصرى الإيطالى للنقل البحرى" بين الدكتورهشام عرفات وزير النقل والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، والسيد جيامباولو كانتينى سفير إيطاليا بجمهورية مصر العربية، لمتابعة الاستثمارات الإيطالية بالموانئ المصرية وقناة السويس، فى الفترة المقبلة، مع البحث عن سبل التعاون فى مجالات النقل واللوجستيات وسلاسل الإمداد والملاحة البحرية وتطوير الموانئ والفرص الاستثمارية لكلتا البلدين.