على غرار فيلم "الفرح"، فكل بلدة أو قرية فى مجتمع محافظات الصعيد له عاداته وتقاليده فى جمع "النقوط"، وفى مركز البدارى تحديدا، أحد مراكز شرق النيل بمحافظة اسيوط، فما زال الأهالي يحافظون على بعض العادات خاصة "يوم الصباحية"، وهو اليوم الذى يجمع فيه العريس "النقوط" من المعازيم، أو أهل قريته، والذى سبق أن شاركهم نفس اليوم.
وتبدأ الصباحية من الساعة السابعة صباحًا، حيث يأتى الأهل وأهل القرية إلى منزل العريس، ويأتى أحد الأشخاص ويطلق عليه "النقيب"، وهو الشخص الذى يأخذ الأموال والنقود من المهنئين معلنا أسماءهم.
من جانبه، قال إسماعيل عطية، أحد الأهالى، إن مركز البدارى مازال محافظا على بعض العادات والتقاليد، التى قد تكون اندثرت عند بعض العائلات الأخرى، ومنها احتفال الصباحية، والتي تبدأ بإعلان نزول العريس والعروسة، مضيفا أن الجميع يحرص على القدوم إلى منزل العريس مبكرا لبدء الاحتفال، حيث يمسك "النقيب" بالميكروفون، وكل من يعطيه مبلغا ماليا يعلن اسمه ويسجل المبلغ المالى الذى يدفعه، واسم عائلته، ويردد أهل العريس التهنئة للشخص ولعائلته.
فيما أكد عادل حميد، أحد الأهالى، أن هذا اليوم بمثابة جمع أموال دفعها سابقا أهل العريس، وعادة ما يأتى أهل العروسة فى ذات اليوم، ويقومون "بتنقيط" العريس أو والده.
وأشار حسان منازع إلى أن هذه العادة بمثابة استمرار للعرس، ويأتى النقيب، ذلك الشخص المعروف لكل أهل المركز منذ عشرات السنين، لجمع "النقوط"، وتعتبر هذه المبالغ التى تجمع عونا كبيرًا لأهل العريس وللعروس نظرًا للمصاريف التى قام بصرفها فى العرس، وتستمر هذه العادة لتتحدى أى تطورات وأى محاولة لتغيير الثقافة.
وقالت الحاجة فاطمة السيد محمود: بالنسبة للسيدات، فيقمن بما يقوم به الرجال فى الصباحية، حيث يقدمن "النقوط" لأم العريس، وأيضا هناك موائد لإفطارهن، لكن المختلف أنه لا يتم إعلان أسماء السيدات.
وتضيف الحاجة فاطمة السيد أن هذه العادات منذ قديم الأزل، لم تغيرها التطورات والتغييرات الحديثة التى طرأت على بعض المحافظات.