لم تكن المرة الأولى التى تحصل على لقب "الأم المثالية"، فقد حصدته مرتين، الأولى عام 2006 بمصلحة الجمارك، والثانية بالنقابة عام 2014؛ ليأتى عام 2016 ويتوجها أمًا مثالية عن محافظة بورسعيد، بعد أن تقدم ابنها الأكبر بقصة كفاحها؛ هى "هالة حسنى الفقى" – 58 عاما .
حصلت "الفقى" على بكالوريوس تجارة عام 1979، وتزوجت عام 1981 من أحمد عبدالسلام، وأنجبت 3 أولاد، خلال 9 سنوات، حتى جاء القدر ليخطف الزوج فى حادث أليم على طريق "القاهرة – الإسماعيلية"، وهو فى عمر الـ 39، وكان عمرها فى ذلك الوقت 32 عامًا؛ تاركًا لها محمد 8 سنوات، إسلام 5 سنوات، وليد طفل رضيع سنة واحدة.
وقالت الأم المثالية لبورسعيد، فى لقائها مع "انفراد" أنها قررت أن تهب حياتها لأولادها، وواجهتها الكثير من الصعاب لتقوم بدور الأم والأب فى آنٍ واحد، ورفضت كل العروض التى عرضت عليها للزواج من شخصيات كانت ستكفل لها حياة آمنة لها ولأولادها ولكنها رفضت بشدة أن تفقد جزءا من اهتمامها بعيدا عن أولادها وأمها.
ولم تقف الظروف الصعبة عند هذا الحد، حيث أصيبت بالعديد من الأمراض وأجرت عملية خطيرة لإزالة فص من الرئة، ولكنها ثابرت على تربيتهم حتى أصبح الابن الأكبر مهندسًا، والأوسط مدرس لغة عربية، وأخيرا الصغير حاصل على بكالوريوس تجارة .
وأضافت "هالة" أن هذا اللقب لم يكن الأول فى حياتها ولكنه الثالث؛ قائلة: "حصلت على اللقب من عملى بمصلحة الجمارك مرتين 2006، 2014 ؛ وما هو إلا نتيجة إخلاصى لأولادى، وكرم من ربنا".
من جانبه، قال المهندس محمد عبدالسلام – الابن الأكبر، إنها كانت الأم والأب، ووقفت بجوارى فى المواقف الصعبة بالحياة، وكانت لى خير دليل؛ لذلك كان واجب على أن أتقدم لها فى مسابقة الأم المثالية عن محافظة بورسعيد، وكان جزاء لها أن تحصل على اللقب.
ووصف نجل الأم المثالية شعوره بأنه ممتن جدا لهذا التكريم، الذى حصلت عليه أمه، وأوضح: أريد أن أُقبل يديها وقدميها وفاء لحقها، وما بذلته وتكبدته من متاعب لأجل تربيتى وأخواتى.