تعيش 5 آلاف أسرة بمدينة فوه فى حالة من الفقر الشديد والإهمال لدرجة أن بعضهم أصبح يتسول قوت يومه، بسبب إندثار مهنة السجاد والكليم والجوبلان، التى تشتهر بها مدينة فوه منذ أيام العهد الإسلامى وحتى أيام محمد على باشا وأيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس أنور السادات، والذى من بعد عهده بدأ المنحنى يتجه للهبوط، وهجرها العمال المهرة والصناع المتقنين لها، واتجهوا لأعمال أخرى ما بين العمل فى المقاهى أو فى البناء وغيرها من الأعمال التى لا علاقة لهم بها.
فمدينة فوه التى تحتوى على 365 مسجد وأثار متعددة ومصنع للطرابيش والتكية الخلواتية وغيرهم من الآثار وكانت جاذبه للعمالة، أصبحت طاردة للصناع المهرة، وبدلاً من الحفاظ عليهم تركهم المسئولون لمواجهة مصيرهم.
ويقول إبراهيم عبد الباسط عضو جمعية فوه للسجاد، "للأسف الشديد الصناع المهرة تركوا المهنة ، ولم نجد من يقف بجوارنا، كما قضت الحياة الحديثة على قيمنا وعادتانا الجميلة ستقضى على البقية الباقية من صناعة نادرة تتميز عن صناعة المكينات بميزات متعددة، لذا نطالب بعودة المهنة للحفاظ على التراث والأصالة من خلال جذب العمالة مرة أخرى والحفاظ على الصنعة وتوفير أجر موجزى للعمال والتأمين عليهم، وتقنين أوضاع أرباب المهنة، ويكون لهم أب روحى يتبناهم ويسوق المنتج".
وأضاف لـ"انفراد"، أن "الجديد الذى ابتكرناه هو صناعة شنط المدارس من السجاد، بأرخص الأثمان وأسعار الشنط المدرسية تتراوح ما بين 27 جنيه لـ40 جنيه وهى أفضل من الشنط المستوردة، والتى تصنع من القمامة، ولكن الشنط التى تم انتاجها من السجاد تتميز بالجمال والجودة، كما صنعنا المقلمة وغيرها من الشنط الصغيرة".
أما الدكتور أحمد المصرى فيقول "جمعية السجاد والكليم تضم ألف أسرة، وهناك أكثر من 4 آلاف أسرة يعملون منفردين ودخل الفرد منهم 20 جنيه فقط، ما أدى لهجرتهم المهنة، لعدم كفاية ما يتقاضونه مع متطلبات الحياة، لذا نطالب بتدخل المحافظة لتتولى الرقابة والإنتاج والبيع من خلال توزيعها على البازرات وبالمحافظات السياحية".
وأكد المصرى لـ"انفراد"، أن العمال مستعدون للتعاون مع كليات التربية النوعية والفنون الجميلة للتطوير، مضيفاً أن "جمعية السجاد بفوه دربت عدد من الشباب الذين أحبوا المهنة، ونظراً لعدم وجد عمل لهم وعدم تسويق المنتج هجروها".