كشف الدكتور محمد عبد الوهاب عميد معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط، عن استكمال أعمال المؤتمر الدولى التاسع لصناعات السكر والصناعات التكاملية لليوم الثانى، والذى ينظمه المعهد بالتعاون مع شركات صناعة السكر المصرية ومجلس المحاصيل السكرية والشركة القابضة للصناعات الغذائية، وبحضور حشد يضم أكثر من 300 أستاذاً من العلماء والمتخصصين فى صناعة السكر على مستوى الجمهورية ونحو 55 خبيراً أجنبياً من 14 دولة عربية وأجنبية.
وأشار الدكتور محمد عبد الوهاب، أن تمثلت مشاركة وزارة الزراعة الأمريكية فى دراسة مقدمة من الدكتور عماد عجيل مسئول بنجر السكر بالوزارة حول التأثير الإيجابى للدونة الوراثية لبنجر السكر، والتى أوضح خلالها أن المدى القصير بصورة غير طبيعية لعمر بنجر السكر الجينى، مقارنةً بالمحاصيل الأخرى، تسبب فى مشكلة جينية حرجة، جديرة بالبحث والدراسة المشتقة من علم التخلق فى وقت أصبح محصول بنجر السكر محل بحثاً على مستوى العالم.
ومن الجامعة التكنولوجية بألمانيا، تحدث الدكتور هانز يواخيم عن استخدام السكروز كمادة خام فى العمليات البيوتكنولوجية، والتى أشار لما تواجهه صناعة السكر من تحديات عديدة تشمل انخفاض سعر السكر وما تمثله أنواع المحليات البديلة الأخرى من ضغط أضافى، إلى جانب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، أن يجب عدم تجاوز نسبة السكر المضاف للنظام الغذائى الصحى عن 10%، فقط وهو ما أيدته بعض المنظمات الغذائية الأخرى، موضحا إن بعض الدول مثل بريطانيا والمكسيك بدأت بالفعل فلا فرض ضرائب على السكر المنتج، مستخلصاً مما سبق ضرورة أن تخضع المحليات أو السكريات البديلة للدراسة والتطور والتسويق.
كما تناول الدكتور راجان جوجارنات ممثل مجلس التمويل الأئتمانى للسكر بدولة موريشيوس فى محاضرته الإنتاجية والكفاءة فى عمليات صناعة السكر والتى أشار خلالها الى ان زراعة قصب السكر يرجع تاريخه فى جزيرة موريشوس الى اكثر من 3 الآلاف سنة والتى لا يزال الاقتصاد القومى الزراعى يعتمد عليه بصورة كبيرة، كما أوضح ان صناعة قصب السكر فى دولته قد شهدت تطوراً كبيراً فى السنوات الأخيرة بما يلبى تحقيق بعض الأهداف المتعلقة بزيادة الإنتاجية من القصب وتقليل تكلفة الإنتاج وميكنة العمل فى المزارع وتطبيق نظام إنتاج صديق للبيئة.
ومن السعودية تحدث نور ثروت من الشركة المتحدة للسكر عن تلوث السكر بالبخار وكيفية منعه والتى أوضح فيها ان التقنيات القديمة المستخدمة فى عملية الفصل كانت تعتمد على تغير حاد فى اتجاهات البخار لتقذف قطرات الماء فى أتجاه مسطح لتسقط عليه، مشيرا الى وجود عدة طرق لإزالة البخار بكفاءة تتعدى 99%لكن حتى تلك النسبة قد تكون غير كافية لضمان الحصول على مكثفات نقية.
ومن شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية تحدث المحاسب محمد عبد الرحيم عن التجربة المصرية فى تحسين نظم الرى لزيادة كفاءة استخدام الماء فى قصب السكر والتى أوضح خلالها ان إنتاج السكر المحلى فى مصر بلغ 2.210 مليون طن فى 2018 وكانت نسبة السكر المنتج من القصب 42% اما المنتج من البنجر فبلغت 58% بينما يبلغ اجمالى الاستهلاك السنوى فى مصر 3.150 مليون طن وبالتالى يمثل الإنتاج المحلى 70% فقط من الاستخدام الفعلى حيث يبلغ متوسط استهلاك المواطن المصرى من السكر 34 كجم سنوياً، وهو ما دعا الدولة إلى تكثيف جهودها لزيادة الأنتاج فى ظل محدودية المياه المتاحة وهو ما استدعى تكاتف الجهود لتحقيق ذلك الهدف بدءً من اشتراك هيئة الأرصاد الجوية فى الدراسات الجارية حول الاحتياجات المائية الفعلية لزراعة قصب السكر، وكذلك مراجعة نظم الرى التقليدية والحديثة ، والعمل على إعداد الأرض.
وقد أظهرت الدراسة أن الاستهلاك المائى لمحصول قصب السكر لايزيد كثيراً عن باقى المحاصيل الأخرى، وأن الرى بالتنقيط هو الوسيلة الأفضل فى رى القصب ونجحت فى تحقيق إنتاجية أفضل.