قال الشيخ على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الدين به 95? آية تأمر بالأخلاق و5? تتعلق بأدلة الأحكام، وأن السنة المشرفة بها 60 ألف متن، منها 2000 متن خاص بأدلة الأحكام والباقى بالأخلاق المرتبطة بالعقيدة، مما يفسر الآية الكريمة "وإنك لعلى خلق عظيم"، قائلا فهذا هو مراد الله من خلقه.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها حملة "أخلاقنا" اليوم بمكتبة الإسكندرية، فى إطار فعاليات المعرض الدولى للكتاب، بحضور الشيخ عبد الناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية والشيخ البدرى أسمان وكيل مديرية الأوقاف والشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث والشيخ يحيى الكتانى.
وأضاف جمعة، أن الإرهابى هو شخص كاره لحياته ويريد أن يتخلص منها ولم يعرف الحب فى حياته، واصفا من يقوم بتفجير نفسه فى عمل إرهابى بأنه شخص اتبع فقه الغباوة، ونسى الحب، وإلا لكان أحب الله وأحب الناس جميعا وأحب الحياة، مشددا على ضرورة دراسة فقه الحب كأول الدرجات للوصول إلى الله، خاصة أنه انتشر مؤخرا فقه الكراهية، خاصة فى الفترة الخمسين عاما الأخيرة، مشددا أيضا على أهمية قيم الصفح والغفران كقيم أخلاقية جليلة، بالإضافة إلى قيمة الاحترام، التى تبدأ باحترام الذات واحترام الآخر.
وأشار جمعة إلى أن الأمم المتحدة وضعت 11 قيمة أخلاقية، وقمت بترجمتها وكتابة 5 كتب تم تدريسها فى منهج المرحل الإعدادية والثانوية بدولة الكويت، وتم كتابة فى كل قيمة منها موقف الإسلام، مطالبا الجميع بالبحث دائما عن المشترك مع الآخر لنفع البلاد والعباد.
ويرى جمعة، أن البشرية فى حالة يرثى لها فى البعد عن الأخلاق بسبب التلاهى فى التكنولوجيا الحديثة التى أفقدت الإنسان توازنه، و يجب أن يتم استغلالها لنشر الأخلاق والقيم الحميدة، ومن هنا جاءت فكرة حملة أخلاقنا، وتم اختيار 10 قيم من التى وضعتها الأمم المتحدة يتفق عليها الجميع ولا يمكن أن ترفضه البشرية.
وأكد على جمعة، أن الهدف من الحملة هو الرقى فى التعامل ليس فقط مع الإنسانية بل مع الكون كله بما فيه من كائنات، ومن يتحلى بالرحمة لا يستطيع أن يفجر مطارا أو كمينا أو يقوم بعمل تدميرى، فالتحلى بالأخلاق يمنع الإنسان من أن يشيع فى الأرض فسادا.
وأضاف أننا نحتاج إلى مراجعة أنفسنا بأنفسنا لنرى إلى أى مدى قد ابتعدنا، ولو انتشرت الأخلاق وخاصة الرحمة والحب، لكنا الآن لسنا فى حاجة إلى مقاومة فكر الإرهاب والتدمير، محذرا من أن الجفاف من الحب سيدمر العالم..
وأكد الشيخ على جمعة، أنه على الإنسان أن يتخلق بجمال الأخلاق لرب الكون ولا يتخلق بالجلال حتى لا يكون الإنسان متكبرا، مشيرا إلى أن علماء المسلمين منذ زمن بعيد وهم يقدمون حديثا يسمى بحديث الأولية، قالوا إن هناك حديثا عن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول "ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء"، فأول حديث كان عن الرحمة والرحمة تشمل المسلم وغير المسلم وتشمل الإنسان وغير الإنسان، أى العاقل وغير العاقل، فالكون كله يسجد ويسبح لله ويتفاعل مع الإنسان.
وأوضح، أن الرسول الكريم أكد على حرية العقيدة حتى للوثنيين قائلا "لكم دينكم ولى دينى، لا إكراه فى الدين"، وأن النبى كان يسر بمكارم الأخلاق ومن يتحلى بها، بغض النظر عن عقيدته، قائلا "الجنة والنار أمر يخص الله فى يوم القيامة"، وأن الرسول أمر بالتعاون على البر والتقوى لا على الظلم والعدوان، وأكد على أن هناك حقوقا للإنسان كما للحيوان أيضا، مشددا على الرحمة للحيوان.
من جانبه قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، إنه شرف عظيم ليقوم الشيخ على جمعة جزء من حملة أخلاقنا من مكتبة الإسكندرية، وأننا نحتاج جميعا لتلك الحملة، ويجب أن تكون الواجبات جنبا إلى جنب مع الحقوق، وأنه حان الوقت للعودة إلى تلك الأخلاق والقيم.